شبه جزيرة سيناء منطقة صحراوية وهي الجزء الشرقي من مصر، وتمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية، ويسكنها مليون وأربعمائة ألف نسمة، وتلقب بأرض الفيروز، ويسكنها العديد من القبائل المتفرعة من الجزيرة العربية، وتعد سيناء من أهم المناطق الحيوية في جمهورية مصر العربية لما لها من أهمية استراتيجية بالغة من حيث الطبيعة الجغرافية، وطول سواحلها وشواطئها الدافئة ومناخها المعتدل، كما تحتوى أرضها على العديد من الثروات الطبيعية مثل البترول والمعادن الكثيرة، بالإضافة إلى المئات من النباتات والأعشاب البرية النادرة، وهي مهبطاً للرسالات ومساراً للأنبياء، كما شهدت سيناء كثيراً من الهجرات البشرية، وهي مسرحاً لحركة الجيوش التي دخلت مصر عبرها الحرب الإسرائيلية عام 1973 وغيرها، ولأن أرض سيناء على خط النار قدم أهلها الكثير من التضحيات على مدى السنوات الماضية التي أصلت علاقتهم بالقوات المسلحة، وفى السنوات الأخيرة من حكم مبارك تسلَّل الإرهاب إليها ومع حكم الإخوان المسلمين للبلاد تدفَّق السلاح وآلاف الإرهابيين ليحوّلوا سيناء إلى قاعدة لهم، ويعلنوا حربـًا ضد شعب مصر وجيشها بما يهدد أمنها ودخلها السياحي والإقتصادي، وقد انتشر الفكر المتطرف فى المنطقة بأكملها وتسلل بعض أنصار هذه التيارات التكفيرية إلى سيناء حتى أصبحت بؤرة للجماعات المعارضة للدولة، ومن هذا المنطلق ومن الحكمة زيادة إهتمام الحكومة ومؤسسات الدولة بأوضاع أهالي سيناء، ومضاعفة الاهتمام بالدور الذي يقوم به شيوخ القبائل، لمواجهة تكرار الحوادث الإرهابية التي أدخلت المنطقة العربية في دوامة الإرهاب والفزع، الناتجة عن إستغلال بعض الثغرات لإختلاف التركيبة الإجتماعية في المنطقة المتداخلة بالدول المجاورة، لكل ذلك ولنظرة بعيدة في حزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رأى حفظه الله محاربة الضلال بالنهضة الثقافية والعمرانية، في إستباقية الحكماء، فبناء منطقة تجارة حرة وإسكان عام يشعر سكان المنطقة بالأمان الإقتصادي الذي يشغلهم بما ينفعهم والأجيال القادمة بعون الله، وكذلك في بناء جامعة الملك سلمان مكافحة الإرهاب والفكر الضال بالعلم والثقافة، للنهوض بالمنطقة من البداوة إلى المدنية المعاصرة، وأختم بقول أبا العلاء المعري: العلم يرفع بيتاً لا عماد له..والجهل يهدم بيت العز والشرف.
عبدالرزاق سعيد حسنين