(لا ترمى بالحجارة إلا الأشجار المثمرة) من الأمثال القديمة التي تحمل في طياتها عبر لواقع نعيشه، في زمن كثرت فيه الشائعات التي تلاحق المخلص في بلادي والذي أرمز له بمواطن شريف، وبلا تحديد لمهية ذلك المواطن أو تلك المواطنة، الذي لا يبادله الحب أولئك الممتطون لموجة هوجاء، وهم قلة في زمننا الحاضر الذي أصبح وأمسى الحزم من أهم سماته والحمد لله، وقد تؤلف القصص والروايات حول ذلك المجتهد المثابر في عمله، وهي عادة تبدأ بسطر في حكاية ثم ما تلبث أن تنتشر في مجتمع ينطبق عليه ذلك المثل البلدي القديم (يعملوا من الحبة قبة)، ولقد أصبحت الشائعة في عالمنا المعاصر للتقنية وتعدد وسائل التواصل أكثر رواجاً وأبلغ تأثيراً، لا سيما ونحن نعلم يقيناً بأن الصراع بين الحق والباطل مستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وفي العصور القديمة كان السياسيون يستخدمون الشائعات لقياس رضا شعوبهم لما سيصدرونه من قرارات وأوامر مصيرية، وهي أيضاً سلاح فتاك في الحروب لزعزعة الأمن وإضعاف تماسك الشعوب، فالشائعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي ويتناقلها من لا يخاف الله، إذ إن بداية الشائعة سطر ما يلبث أن ينتشر حتى يمسي رواية من عدة صفحات، ومن الطبيعي في المجتمع الذي يعشق بعضه التكاسل والمعوج من الأمور أن يصنع الشائعة في حق ذلك المسؤول، الذي رمزت له بمواطن شريف، لكي يبعدوه عن طريقهم ولتصفوا لهم الحياة بأي لون يشاؤون، غير عابئين بما تحملوه من الأمانة التي قال عنها سبحانه: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (الأحزاب72)، إنها الأمانة وحب الوطن والإنتماء إليه وما يتبعها من الإجتهاد في الإخلاص وبذل مزيد من الجهد للإرتقاء به نحو القمم، ليبقى بعون الله تعالى شامخاً على كل الخليقة من أدناها إلى أقصاها، ومن المتعارف عليه إن الشائعة داء يفتك بعزيمة العظماء في الوطن، إذا ما سلموا أنفسهم لها وتراخوا في البذل والعطاء، وهنا بيت القصيد ومطلب من يروجون الشائعات ويطمعون ليثبطوا ذلك المواطن الشريف أو تلك المواطنة الشريفة في خدمة الوطن ومن سار على ترابه الطاهر، وقد تكبر الشائعة وتنتشر مثل النار في الهشيم حتى يكاد يصدقها مروجوها، وهنا وعبر صحيفة مكة الإلكترونية التي أكن لها إحتراماتي، أناشد كل مسؤول في هذا الوطن الكبير بالمضي قدماً إلى الأمام مع الحرص على تطبيق حكمة العقلاء (تستطيع أن تبني من الحجارة التي يرمونك بها سلماً ترتقي به للمجد أو قصراً شامخاً) ولندع تلك النار البالية تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، حفظ الله سبحانه الوطن حكومة وشعباً من كل سوء، وأختم بعد الصلاة على النبي الهاشمي وآله بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(الحجرات6).
عبدالرزاق سعيد حسنين
أحيك كاتبنا العريق
نعم وهل ترمى بالحجارة الا الشجرة المثمرة !!
فهناك من قد اصفهم بالعبارة المشهورة ( ذي العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. ).
مقال اكثر من رائع ونحتاج لأكثر من مشاركاتك.
نعم صدقت الاشاعه اسرع شي يتناوله الجاهلون موفق والي الامام في طاعه الله