تتطلع الأمة الإسلامية، وتتجه بوصلتها إلى ما تسفر عنه قمة المنظمة الإسلامية من أهداف واتجاهات وهي تعقد في منعطف كارثي وفي واقع مأساوي، تمر به الدول الإسلامية من فكر تكفيري متطرف من مسلمين متشددين في مستنقعات الإرهاب واحتضان تضاريسها إلى فتن وثورات وحروب، وصراعات، وانقسامات وإرهاب وعنف وتدمير وتفجير نتج عنها قتل وإبادة جماعية وتهجير، ومجاعات، وذل، وألم ومهانة، وكراهية واحتقار للأمة والإسلام، وأصبح الآخر من الدول الكبرى يتمتع ويطمئن أننا أمة يسودها النزاع الطائفي والانقسام والتخلف والانغلاق والتحجر لاستثمارها في إذكاء الصراع, للسيطرة على المنطقة، وإضعاف قوتها، والتشكيك في قدراتها، لاستنزاف مواردها الاقتصادية واستثمار مواقعها الاستراتيجية واستخدام دول إقليمية حاقدة لها نزعة توسعية فاشستية بإيقاظ الطائفية, ودعم منظمات إرهابية دموية, وأحزاب شيطانية منحرفة؛ لتكريس الانكسارات, والإخفاقات, وتدجين المجتمعات, وتغييب عقولهم, لتجسيد وفقدان وعيهم التاريخي الحضاري, بأن إسلامهم نبض وحركة, تصالح وتسامح، انفتاح لا انغلاق, تقدمي لا رجعي له عظمة, فيما مضى بنى حضارة مشرقة، ولعودة الحضارة والعزة والكرامة للأمة لابد أن تصغي وتنهج وتتبنى لعوامل القوة من فكر ونهضة لروح العصر، وتحالف ووحدة, وعدالة واستقرار وسلام وأمان، وأن تؤيد الدول الإسلامية ما أمن به وتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من ربيع إسلامي وإنشاء تحالف قوي ضم تسعة وثلاثين دولة, (رعد الشمال) له مهابة وتمكين, لدى الدول العظمى، يرتكز على التعاون والتكامل المشترك؛ لتحقيق طموحات الأمة, والدفاع عنها وحمايتها من أي اعتداء وتتدخل لإرساء واقع من احترام السيادة والاستقلالية, جنبًا إلى جنب, مع التعاون مع التحالفات الأخرى وعدم التدخل في شؤون الغير, وإنها قضايا الأمة, ومحاربة التطرف في الدول الإسلامية وتجفيف منابعه لينعم العالم الإسلامي، بواقع مزدهر على كافة المستويات, لينعم بغدٍ مشرق أفضل في تحقــيق نهضة شمولية متنوعة ومتعددة ترتقي بالشعوب الإسلامية. ومضة: بالقوة والثقة، تحقق الأهداف الكبرى فلا مكان في العالم للجبناء.
أ.د عايض بن محمد الزهراني