أحمد حلبي

المدرسة السعودية في أنقرة

عقب وصوله للعاصمة التركية أنقرة وبعد هبوطه من سلم الطائرة وقف فتقدم أطفال سعوديون بزيهم الوطني صوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – حاملين بأيديهم باقات من الورود، وتسأل البعض من أعضاء الوفد السعودي عن هؤلاء الأطفال من هم؟ ومن يكونون؟ ولم يكن مصدر سؤالهم في الزي الذي يرتدونه، لكن في أسلوب محادثاتهم للمليك وحسن اللباقة وجمال النطق الذي جذب الاهتمام. والأطفال الذين جذبوا الأنظار هم من طلاب المدرسة السعودية في أنقرة، وقد رافقهم في استقبال المليك مدير مدرستهم الأستاذ/ أحمد حريري الذي عرفه الكثير من الأتراك بالمعلم، فهو معلم بأخلاقه وسعة صدره وابتسامته الدائمة. والمدرسة السعودية في أنقرة التي افتتحها الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة عام 1407هــ حينما كان سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين في تركيا آنذاك، تهتم بتدريب الطلاب والطالبات على أسلوب المحادثة المباشرة والخطابة واللباقة، فهم قبل أن يكونوا طلابًا سعوديين مرافقين لأسرهم فهم سفراء لوطنهم في تلك الدولة. ورغم زياراتي المتعددة لتركيا وزيارة العاصمة أنقرة إلا أنني لم أحظَ بشرف زيارة هذه المدارس وهذا تقصير مني أعترف به، لكن ما سمعته عن هذه المدارس من إعداد جيد للطلاب مرتبط بتربية وتعليم وفق أسس إسلامية سليمة جعلني أفخر بأن تكون لدينا مدارس بهذا المستوى حتى وإن كانت خارج المملكة . ومن خلال نظرة تاريخية لهذه المدارس؛ فإننا نجدها قد كسبت الرهان في أكثر من مرة فطلابها وإن كان جلهم من أبناء السعوديين العاملين بالسفارة والقنصلية أو السعوديين المقيمين في تركيا؛ فإنها استطاعت أن تقفز عاليًّا فبعد أن كان عدد طلابها لا يتجاوز 14 طالبا وطالبة بمرحلة الروضة والتمهيدي، أصبحت الآن بمبنى مدرسي خاص بها وإن كان مستأجرا لكنه يحتوي على كافة المرافق الأساسية للمدرسة الحديثة، ويضم ساحة خارجية تستخدم كملعب ومبانٍ خاصة للمواد العلمية واللغة الإنجليزية والرياضيات؛ إضافة إلى غرف المختبرات والأنشطة الرياضية والفنية. وخلاصة القول فإن المدارس السعودية بتركيا لا يمكن اعتبارها مدارس تعليمة عادية فهي وإن كانت كغيرها من المدارس السعودية بالخارج إلا أنها تفوقت فنالت المركز الأول فئة الإدارة والمدرسة، وهو مايؤكد تفوقها، وأملنا أن تسعى وزارة التعليم كجهة مشرفة على هذه المدارس بتنظيم مسابقات دولية لطلابها فهم خير من يمثلونا خارجيًّا .

 أحمد صالح حلبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى