وبعيدا عن منصبه ـ يرحمه الله ـ كوكيل وزارة مساعد للتخطيط والتطوير ، وقبل أن يرقى له ، فان الأستاذ عبدالرحمن النفيعي ، كان الشخص الوحيد الذي نال ثقة معالي السيد اياد بن أمين مدني ـ وزير الحج الأسبق ـ في توثيق الأنظمة واللوائح والمراسيم الملكية وقرارات مجلس الوزراء والقرارات الوزارية الصادرة حول الطوافة والزمازمة والوكلاء والأدلاء ، وأدى المهمة بكل صدق وأمانة ، باحثا هنا ومنقبا هناك ، مقلبا أرشيفا مليء بالأتربة والغبار ليخرج لنا عملا موثقا لم يخرج به أحد من قبل ، وتاركا أثرا لا يمكن تجاهلها أو انكاره عبر الازمنة .
وعبدالرحمن النفيعي ـ يرحمه الله ـ والذي قضى عمره في خدمة دينه ومليكه ووطنه ، كان خير من أوكلت له المهام والمسؤوليات بدأ من عمله في هيئة الرقابة والتحقيق قبل انتقاله للعمل بوزارة الحج التي تنقل في اداراتها وتقلد عدة مسؤوليات بها ، وقد عرفته منذ سنوات عدة حينما كان مديرا عاما للشئون القانونية بوزارة الحج فكان حريصا على منح كل ذي حق حقه دون مجاملة لهذا أو ذاك ، فالنظام أمامه لا يحيد عنه ابدأ .
وأتذكر أنني التقيت به في مناسبة قدوم الفوج الأول من حجاج السودان في موسم حج العام الماضي ، بحضور عدد من أعضاء مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، فكان من أكثر الحضور اصرارا على الالتقاء بالحجاج وتسليمهم هداياهم ، وكان كلما شكره حاج رد قائلا : ” نحن خداما لكم ياحاج ” .
رحم الله الأستاذ عبدالرحمن النفيعي ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه خير الجزاء على ما قدم من عمل.
أحمد صالح حلبي
دائماً أنت سباقاً ورمزاً للوفاء نبيل الصحافة زميل القلم أستاذ أحمد حلبي وهكذا عرفتك ويألفك القراء مشاغباً في الحق ملاطفاً في بحر الصحافة.. أما المغفور له بعون الله عبدالرحمن النفيعي فالحديث عنه يطول بشجون زمالة عشرون عاماً في ميدان الحج وخدمة ضيوف الرحمن فكم كان يغبطه الكثيرون على صبره وتحمله مشاق العمل الميداني بإصرار للإرتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن حجاجاً ومعتمرين..يوم كان عمل العديد من جنسيات الحجيج بترتيبات بدائية تستدعي المتابعة الحثيثة لينال الحاج حقوقه من مقدمي الخدمة من أرباب الطوائف ومكاتب شؤون الحج..وقد كان غفر الله له يعشق الميدان الذي يرى فيه خدمة الحجيج بإعتبار ذلك هدفاً ومطلباً..الحديث يطول عن الكرام أختتمه بالصلاة على النبي محمد وآله مشفوعاً بمزيد دعاء له ولوالدينا والمسلمين بالرحمة وأن يجعل قبرهم روضة من رياض الجنة.. اللهم آمين..