ما الذي يحتاجه أهل مكة وزوارها؟ هل هذا السؤال منطقي بصيغته الحالية؟ بنظري أن السؤال الصحيح هو: ما الذي لا يحتاجه أهل مكة بصفة خاصة وزوارها على العموم؟؟!! تشرّف أهل مكة بمجاورة بيت الله الحرام فملأ ذلك قلوبهم وعقولهم ولا يزال. وشكرًا لله منهم على هذه النعمة غضوا أبصارهم لسنوات عما ينقص مدينتهم، بلد الله الحرام ومهوى أفئدة المسلمين، كل المسلمين. لكن ومع التوجه المبارك للمملكة ٢٠٣٠ وخطط التحول الوطني وما يتعلق منها بزيادة أعداد الحجاج والعمار وتطوير السياحة الدينية، أما آن الأوان لتترجم كل المخططات والوعود القديمة التي ملأت الصحف والإعلام، أما آن الأوان لتترجم لواقع يتلمسه أهل مكة قبل زوارها؟! لو سألت عشرة مكيين عما يأملونه في بلدتهم المطهرة؛ لوجدت شبه إجماع على الآتي: ١. تحسين الطرق وتخليصها من المطبات والحفريات بصفة عامة، وتطوير وزيادة الطرق المؤدية من وإلى المسجد الحرام. ٢. زيادة عدد المستشفيات والمراكز الصحية وتطوير ماهو موجود حكوميًّا والمملوك للقطاع الخاص أيضًا. مع التأكيد على إيجاد مستشفيات قريبة من المسجد الحرام خصوصًا مستشفى جياد التي هدمت من سنوات بغرض إعادة بنائها دون أن يحدث ذلك. ٣. تيسير سبل الوصول لبيت الله الحرام عبر تأمين مواقف منظمة تتوفر بها باصات مهيئة على مدار الساعة طوال العام. ٤. إحياء ما اندثر من أحياء مكة ومعالمها وتراثها وعمرانها وإعادة الهوية الوطنية لمكة المكرمة ٥. إيجاد أسواق ومطاعم وأماكن ترفيهية تليق بأهل مكة وزوارها بدلًا من اضطرارهم الحالي للنزول لجدة سواء للتسوق أو لتناول وجبة في مطعم محترم. ٦. إيجاد حدائق داخل الأحياء ومتنفس لأهل مكة بدلًا من مواقف حجز السيارات. بالمناسبة .. ماذا حلّ بالأرض التي وهبها الملك المحبوب عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله – لمكة وأهلها ؟ هذا غيض من فيض وإلا فالمؤمل والمطلوب كثير، وكل مطلع على أحوال مكة يعلم ذلك علم اليقين إذ إن المفترض أن يكون كل ما في مكة نموذجيًّا يسعى الغير لمحاكاته.
ختامًا ..
ورد في الأثر أن النبي ﷺ حين استعمل سيدنا عتاب بن أسيد قال له: ” هل تدري على من استعملتك؟ على أهل الله ” فهل من مترفق بأهل الله ساعٍ في خدمتهم تقربًا إلى الله ؟
صادق رضا السنوسي
سيدي ابو رضا
المقال كعادتك رائع
واحب اذكركم بنقاط اضافة لما ذكرتموه
1- كانت مكة تملك افضل شبكة مواصلات عامة بين مدن اللمملكة واعني خط البلدة التي رغم قدمها وعيوبها الا انها كانت تغطي كل مكة
والمطلوب اعادة هذه المنظومة للنقل العام على شكل حافلات او مترو او اي صورة حديثة
2- في مكة بئر ماء لا ينضب و دعاء ابراهيم عليه السلام لربه بالبركة لمكة يقال انه استجيب باللحم والماء
فمتى تنتهي معاناة سكان مكة مع الوايت وارتفاع اسعاره في اوقات المواسم
الغريب ان احياء مكة القديمة التي كلنت تغطيها شبكة المياه معظمها ازيل والاحياء القائمة حاليا معظمها بدون شبكة مياه
المنطق يقول ان المناطق التي تملك شبكة مياه سوف تعني من وفرة لكن الواقع خلاف المنطق
3- ازدياد عدد الحجاج والمعتمرين لا بد ان يرافقه توفير الخدمات من اسكان وتغذية ومواصلات وارشاد سياحي وغيره
وبالتالي من المتوقع توفر عدد كبير من الوظائف للعاملين بهذه الخدمات
الأمل ان تكون هذه الفرص باب رزق لعدد كبير من شباب مكة فهم أولى بهذه الفرص الوظيفية التي لو طبقت لقضت على البطالة في مكة وما جاورها
4- حب مكة متغلل في قلوب المسلمين وغيرة سكان مكة عليها معروفة
فلو كونت امانة العاصمة لجان تطوعية رقابية على الخدمات في مكة لغطت النقص التي تعانيه من قلة الطاقة البشرية في مجال الرقابة الميداينة على المطاعم والاسواق وغيرها من الخدمات باقل انفاق مالي
اشكرك ابا رضا
واعتذر عن الاطالة