الصحفي المتجول
بعد عقود متواصلة من العمل بلغ أكثر من ثلثي عمره أفنى خلالها زهرة شبابه أحيل هذا الموظف المخلص والمتفاني في عمله إلى التقاعد أو مانُطلق عليه بالعامية (بالمت وأنت قاعد)، وبحكم خبرته الطويلة التي اكتسبها خلال مسيرته الوظيفية سعى هذا (الحي الميت) لأن يبحث له عن وظيفة هنا وهناك وكان في ظنه أن يجد الأبواب مشرعة أمامه بوظيفة مستشار أو حتى (منشار)، ولكنه اصطدم بواقع مرير عندما قيل له إنه (دقة قديمة) وأن عليه ترك فرصة العمل للشباب؛ فهم أولى منه نظرًا لوجود كم(طن) من الخريجين العاطلين عن العمل. ونصحه البعض بأن يكتفي (ببقايا فتات) راتبه التقاعدي. أنه أنموذج لحال معظم المتقاعدين الذين ما إن يتركوا العمل ويحالوا إلى (الموت البطيء) أقصد التقاعد المر حتى يوصفوا (بالدقة القديمة) متناسين خدماتهم الطويلة في خدمة وطنهم وتفانيهم في العمل- وهكذا يدخل المتقاعد دوامة الفراغ والمرض والفقر ويتنكر له الجميع إلا من رحم ربي – ليصطدم بواقع أقل ما يوصف بالمرير.
ومن المتاعب التي يواجهها المتقاعد رفض شركات التأمين الصحي تغطيته بالعلاج، وكذا رفض البنوك والشركات منحه قروضًا ورفض الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية تقديم المساعدة له بحجة أن لديه راتب تقاعدي – وهكذا يصبح في عداد الأحياء الأموات ويدخل في متاهات المتاعب النفسية والصحية التي لا حصر لها. ومن المفارقات في هذا الصدد أن بعض الشركات والمؤسسات الوطنية مازالت تستعين ببعض الإخوة الوافدين من الذين بلغوا من العمر من العمر عتيًّا. فعلى سبيل المثال هناك مؤسسة وطنية معروفة قامت بتعيين وافد كمستشار مالي لها في الأصل هو متقاعد في بلده ويتقاضى راتبًا تقاعديًّا هناك ..مع العلم بأن هذا الشخص الوافد يدخل إلى مقر المؤسسة كل يوم مستعينًا (بعكازه لأنه يادوب يقدر يسير على قدميه).
فهل هذا حلال على البعض وحرام على المواطن المتقاعد الذي هو أولى بالوظيفة والاستفادة من خبراته؟!
أحمد سعيد مصلح
كان الله في عون كل المتقاعدين
امر محزن للغاية
حان للمتقعد إن يستريح قدم لوطنه زهرة شبابه ، وله أن يكرم بتوفير خدمات كنوادي المتقعدين ، وطريق ميسر في مراجعاته للخدمات بحيث يخصص له ممر خاص يقدم له الخدمة بعيدا عن الزحام في البنوك والإدارات الحكومية ، توفيرالراحة له أقل واجب له وردا لجميله في خدمة الوطن .