المقالات

مايخالف.. لو زريبة غنم !!

 مكثت خلال الحقبة الماضية أتقدم بطلبات استرجاء واسترحام عند بوابة المسؤولين لقطعة أرض أبني عليها ولو “صندقة” تأويني وأطفالي من أعين الناس وملاحقة الديّانة لي في كل مكان. بيد أن وجهي النحس كما تقول لي أمي دومًا لم يشفع لي حتى أيقنت أن “الصندقة” تُبنى لبهائم هم أكثر تقديرًا مني في وطن يراه معالي عضو مجلس الشورى سعود الشمري غير حق لي كمواطن أن أملك فيه حفنة تراب. ولأن سعود الشمري يسكن في قصر وثير في حي الورود بالرياض ويتقاضى فوق ذلك مائة ألف ريال بدل سكن سنويًّا عدا عن نصف مليون ريال في حالة التجديد له كعضو شورى؛ فإن لاحق لي أن أسكن ولا حق لي أن أطالب بأبسط مستلزمات الحياة الكريمة ولأن معالي عضو مجلس الشورى يرى أن المواطن يتجنى في طلبه من حكومته على قطعة التراب تلك فإن هذا الأخير لايستحق شيئًا ولابد أن يبقى جائعًا حتى يلهث خلف كل قرار أو بارقة أمل .. وخلال سنوات مضت استبشرنا فيها بالحلول العاجلة والممكنه لحل قضية ثلاثة أرباع الشعب الذي يقطن إما بالإيجار أو عند أهله في وزارة الإسكان التي استقلت بعملها وشمرت عن ساعديها لإنشاء مساكن للمواطنين. بدأت بتصاريح نارية لبناء فلل ثم تقلص الأمر إلى شطر فيلا، ثم إلى شقة ضيقة بأربعة غرف نقبلها للستر ونسأل الله ألايفكر معالي وزير الإسكان القادم من شركة عقارية على منحنا زريبة غنم؛ لأننا أيضًا سنقبل بها رغم خشومنا.. لكننا غسلنا أيدينا من أطروحاته الجهنمية لحل أزمة السكن حين تحامل علينا بمقولة الفكر لنسكن داخل عقولنا ونتمشى في المخيخ وننام في القوقعة أو مؤخرة الدماغ !! … بيد أن كل تلكم الأحلام تبخرت وانتهت تحت وطأة تجار التراب الذين يعيثون في الأرض فسادًا من أجل المال والأرض ومن أجل المنفعة الشخصية ليتبعهم مسؤولين أكثر استنفاعًا بما يحدث. مصيبتنا اليوم هي استمرارنا للاستماع لكل الحلول الممكنة وغير المجدية دون جدوى .. إذ قبيل نحو 30 عامًا كانت هناك قضية إسكان مكة الذي يفترض في الخطط الخمسية السابقة أن توزع على المواطنين عن طريق البنك العقاري، ولكن سرعان ماتوقفت الفكرة، وقيل وقتها إن استنفاعي كبير دخل على الخط يطلب حصته وبقي المشروع ركامًا خاويًّا على عروشه ثم بيع على المواطنين بسعر أعلى…هكذا يُدار قطاع العقار في بلادنا من مستنفعين على ظهور الغلابة والفقراء الذين يسألون الله أن يجمعهم بهم ليوم الجمع ليحملوا وزر كل حفنة تراب منعوها عنهم وبكل من ظلمهم في حق السكن والعيش الكريم. وأقترح على وزير الإسكان أن يشرك بفكره لحل أزمة الإسكان عضو الشورى آنف الذكر فالأخير سيكون كتلة لهيب ستقضم على بقية حلمنا ولو بزريبة غنم .. وكفى .. الله يستر بس ………. ….

عبدالله عيسى الشريف

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مهما قلت فلن يكون لكلامي قيمة مع عبارات لو ألقيت على صخر ذاب ، تراب وما ادرى كما التراب هم يحسدون الناس حتى التراب تبا لهم

  2. لو ناديت لأسمعت حيا
    ولكن الحياة لمن تنادي

    بالعربي مافي شي اسمه اسكان وكلها مجرد اشاعات لإسكات المواطنين

  3. قد تكون امنياتنا حزينة واحلامنا ملت طابور الانتظار .لا كنها تتشبث ب الامل .فنفوسنا خلقت لتقول غدا اجمل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى