من منكم شاهد مباراة الاتفاق مع فريق الطائي، والتي تأهل من خلالها فريق الاتفاق للصعود إلى دوري الأضواء دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بعد فترة غياب قصيرة .
كان اللقاء صعبًا على الاتفاقيين، هذا الفريق العريق الذي تأسس قبل أكثر من 70 عامًا في مدينة الدمام. حقق خلالها الكثير من البطولات على المستوى المحلي والخليجي والعربي والآسيوي ..منها بطولة الدوري مرتين وكأس ولي العهد مرة واحدة، وبطولة الكؤوس الخليجية للأندية 4 مرات، وبطولة الأندية العربية 3 مرات، وكأس الاتحاد (فيصل بن فهد) مرة واحدة، ثم هبط في عام 2014م إلى دوري فرق الدرجة الأولى دوري ركاء. وكان الأمر صعبًا بالنسبة لهذا الفريق وجمهوره الذي عشق البطولات والتتويج.. .. وبالأمس عاد الاتفاق إلى دوري الأضواء والمحترفين بعد مباراة صعبة.
إن أكبر ميزة تميز بها لاعبو فريق الاتفاق في هذه المباراة الفاصلة بالنسبة لهم هي أنهم لم ييأسوا من تحقيق الفوز حتى آخر لحظة والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. لقد فجر الأمل في داخلهم شعورًا بأنهم قادرون بتحقيق الفوز بإذن الله. .واستطاعوا بالصبر والعزيمة حتى آخر اللحظات أن يقلبوا كل التوقعات الرياضية التي كانت ترى أنهم لم يستطيعوا تحقيق الفوز، وبالفعل فازوا. وهذا الفوز هو درس لكل فرد أو مجموعة بأن النجاح والفوز ليس صعبًا ولكنه يتطلب عملًا وجهدًا وصبرًا، ويتطلب أيضًا عدم اليأس والتخاذل لمجرد مشكلة صغيرة أو كبيرة اعترضت طريقنا. اليأس هو عدو الإنسان الأول ولو أن كل إنسان تراجع تحت أول لطمة فشل تلقاها في الحياة لما حقق أي تقدم ونجاح في مسيرته. …إن الأمل مع العمل فهما ركيزتان قويتان؛ لتحقيق المستحيل بعد الإيمان بالله والاعتماد عليه ثم الإرادة والتصميم. . إننا كثيرًا مانواجه بعشرات المصاعب وماأكثر ماتمتلئ دروب حياتنا بالمعوقات. ولو أن الإنسان أصابه اليأس من مواجهة هذه المصاعب والمعوقات لما استقامت حياة أمة أو جماعة. . إن كل شيء في بدايته صعب ولكن مع الإصرار والاستمرار تهون المصاعب وتلين الحجارة، المهم ألايتوقف الإنسان عند أول مشكلة يواجهها ويرضخ ثم يلوم نفسه ويؤنبها، بل عليه أن يواجه هذه المشكلة ويجد الحلول المناسبة لها وأن يواصل الطريق فالاستمرار مهما كان بطيئًا فإنه شرط من شروط استثمار الجهود وتكاتفها. فالخطوة الأولى والتي تليها رصيد يُضاف إلى خطوات سبقتها حتى نصل إلى نهاية الطريق محققين الهدف الذي نريد ونسعى إليه. فيا عزيزي لاتيأس من صلابة الجدار الذي قد يسد عليك طريقك. .ولاتبكي من حرقة الأحزان التي تلهب وجدانك، ولكن استمر ولاتتوقف تحت وهم أنك تبذل جهدًا ضائعًا فقد تأتي لحظة النجاح في الوقت الضائع أو الإضافي من وقت المباراة ..وهنا تكون قمة النجاح والفوز ..
مبروك للاتفاقيين صعودهم. ..وهو صعود ساهمت فيه جهود إدارة ومدرب وجمهور، ويسبق كل ذلك توفيق من الله العزيز الوهاب. …والله من وراء القصد.
عبدالعزيز التميمي