(مكة) – مكة المكرمة
أكد فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام أن الدين الإسلامي وعلماء الأمة مستهدفون وأولهم حملة الشريعة في مختلف أنحاء العالم، محذراً من الذين يحاولون قطع الطريق بين المسلمين وكتاب الله عز وجل بالقذف في أصحاب النبي علية الصلاة والسلام والتشكيك فيهم، متجاهلين أن الصحابة هم الذين أوصلوا لنا هذا الدين الحنيف بعد وفاة النبي، وحفظوا القرآن وتناقلوه حتى وصل إلينا اليوم وانتشر في كافة بقاع الأرض، ولهم المنة علينا جميعاً عندما ضحوا بأنفسهم من أجل إيصال الرسالة الإسلامية.
جاء ذلك خلال لقاء فضيلته المجموعة الخامسة ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للعمرة والزيارة والبالغ عددهم ٢٥٠ شخصية إسلامية من علماء ومفتين في ١٤ دولة من شرق أوروبا وآسيا في مقر إقامتهم في مكة المكرمة.
وقال: “إن العلماء عليهم الدور الأكبر في نشر التوحيد وتطبيق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومسؤولية العلماء والمفتين وطلبة العلم أن يحرصوا على تنقية الدين مما علق به من الشوائب مما ليس من الدين”.
وتحدث آل طالب عن مناقب صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، مشدداً على وجوب الدفاع عنهم أمام الذين يحاولون تشويه صورتهم الشريفة الطاهرة، ودلل بآيات من القرآن الكريم على فضل الصحابة بنقل الدين الصحيح عبر الأجيال الماضية، فهم الرابط بيننا وبين الرسول الكريم في إيصال الرسالة، ومن يكذبهم أو يشكك فيهم فهو يشكك في العقيدة والدين الإسلامي الحنيف.
وأضاف مخاطباً ضيوف خادم الحرمين الشريفين: “نحن نشرف ونسعد بلقائكم ونرحب بكم مرراً وتكراراً وما أعظم هذا الدين الذي جمعنا على رابطة الأخوة والمحبة على الرغم من اختلاف لغاتنا وبلداننا وأعراقنا، والإسلام جمعنا على قلب رجل واحد ليس لمصالح دنيوية ولا نسب ولا لحسب، وإنما هي رابطة الأخوة في الله”، مطالباً المسلمين بأن يكونوا سداً منيعاً أمام كل من يحاول أن يشق الصف أو يحاول إحداث الفرقة بيننا كأمة إسلامية واحدة”.
وأكد أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، وأيضاً البرنامج العام وهو برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج هو جزء من المهمة والمسؤولية التي تستشعرها هذه البلاد لخدمة الإسلام والمسلمين، حيث أكرم الله عز وجل بلادنا بخدمة ضيوف الرحمن واحتضان الحرمين الشريفين، كما أكرمها بأن تكون حاملة للواء السنة في العالم.
وزاد قائلاً: “كل ذلك جعل المملكة تستشعر المسؤولية لتمد يمدها وتفتح قلبها للعالم الإسلامي، وأن تحتضن كل المسلمين من أنحاء العالم، والحمدلله المملكة لا تفرق بين المذاهب الإسلامية في الحج والعمرة، ولا يُنظر إلى حزب أو جماعة”، مؤكداً أنه يتم في الحرمين الشريفين والجامعات السعودية تدريس المذاهب الأربعة، والمملكة تحترم جميع العلماء على اختلاف مذاهبهم، وهذا هو منهج المسلم الصحيح.
ونوه الشيخ صالح آل طالب بما وصلت إليه الأمة من ضعف وتسلط الأعداء عليها، وعزا ذلك إلى البعد عن الدين وعن الكتاب والسنة، مؤكداً أن كتاب الله محفوظ، والله سبحانه وتعالي وعد بذلك وأن وعد الله حق.
وأشار إلى أن دور العلماء يكمن في تعليم الناس إتباع المنهج الصحيح، وتسهيل وتبسيط الدين للناس، مطالباً العلماء وطلبة العلم بإعانة الأمة على الدين اليسير الوسط المعتدل الخالي من الشوائب والمحدثات، مشيراً إلى علماء الأمة العظام الذين بذلو أوقاتهم وأعمارهم في تنقيح الدين وإيصال الرسالة الإسلامية، وذكر منهم الأمام البخاري ومسلم وجميع أئمة السنة والفقه في المذاهب الأربعة، وقبلهم الصحابة الذي بلغونا هذا الدين الحنيف وضحوا بأموالهم وأرواحهم من أجل إيصال الدين إلى كافة بقاع الأرض.
وشدد على أن الدين وسط ولا يحتاج إلى تخفيف، ولا بد أن نبين للمسلمين وغير المسلمين الرحمة في هذا الدين، وقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الحكيم للرسول الكريم “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وهذه الآية تدل على أن الإسلام رحمة للعالم أجمع وليس للمسلمين فقط.