الصحفي المتجول
ياحظ (الأطرش) وياضيعة الفن والطرب في هذا الزمن(الأحول) الذي تحول من طرب أصيل إلى (طنب عويل)، وأصبحت القصيدة تنافس الـ(عصيدة)! هي أمثال شعبية عديدة تتفق مع واقع الفن والطرب الحديث(لنج وخرابيطه الأخرطية) والدخلاء عليه.. فكل من يمتلك حنجرة فولاذية تخترق الآذان وتتسبب في انفجار عنيف لطبلة الأذن، تنافس السيارات المتفجرة التي نجح (إرهابيو العرب) في ابتكارها وما ينتج عنها من ضحايا كثر.. أصبح بإمكانه (الغثاء) بدلًا من الغناء حتى (الشريطي في حلقة الخضراوات) بات بإمكانه اليوم التحول إلى (مطنب) بسن ورمح! ليتحفنا بأغنية عنوانها (أحبك يابامية وأموت في الملوخية) ضمن ألبومه الجديد (رحلتي مع البطيخ)! بالنسبة لي لست من هواة الاستماع إلى هذه (الخزعبلات الطربية) ولكن سماعي لها غالبًا مايكون مجبرًا وبغرض انتقاده – فالغناء والطرب اليوم أصبحت مهنة لامهنة له – والنتيجة النهائية هي تكدس المستشفيات بعشرات الضحايا من المستمعين والمستمعات هذا عدا الذين فقدوا أرواحهم بسبب موجة (الغثاء) العارمة – غير الذين أصيبوا بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط والقلب والأمراض السارية والجارية مثل العوارض النفسية والعصبية نتيجة سماعهم للفن الحديث (لنج)؛ حيث بعض المطربين والمطربات حينما (يطنبون) فإن أصواتهم تشابه إلى حد كبير أصوات (خوار البقر أو مواء القطط أو نعيق الضفادع)..هذا فيما يتعلق بالأصوات والتي تتسبب في (انفجار) طبلة الأذن كما ذكرت – أما بالنسبة لملابس وأزياء بعض هؤلاء المطربين والمطربات فحدث ولاحرج – فبعضهم يرتدي ملابس أشبه ماتكون بملابس مصارعي الثيران وآخرين يرتدون ملابس وأزياء شبيهة (بجلد الثعبان أو الزرافة) نشاهدهم يتراقصون مثل الجواميس أو الكنغر وبعضهم يذكرنا بسلوكيات القرود التي نشاهدها وهي تتسلق الأغصان وهي تتنقل من شجرة لشجرة ! أما حكاية المطربات وخصوصًا(الطقاقات) منهن فإن تجربتها في مسيرة الفن والطرب حافلة بالإنجازات العظيمة منذ أن كانت تمارس بيع (الفصفص واللوز) أمام مدارس البنات حتى أصبحت مطربة شهيرة تواكبها مجموعة كبيرة من الأخبار التي تملأ الصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي كل يوم.. تارة تزف البشري للجميع بأن عملية التجميل التي أجرتها نجحت وقد حولتها من (بومة) إلى ملكة جمال ..وتارة تطالعنا بأخبار طلاقها من زوجها السابع عشر وزواجها من المطرب بخيتان هذا عدا الكم الهائل من الأخبار السارة عن انتظارها لمولود جديد أو خلافها مع الراقصة (قريدات) بسبب فستان سهرة، والذي أدى إلى تشابكهما بالأيدي مما نتج عن هذا الاشتباك إصابة (باروكتي شعر) المطربة والراقصة وسقوطهما على الأرض، وكذا فقدان تركيبة أسنان المطربة حيث اتهمت الراقصة (قريدات) بسرقة طقم الأسنان ! همسة : يحق لنا أن نطلق على بعض أغنيات هذا الزمن الأغبر – عبارة (غثاء) بدلًا من كلمات الشاعر و(عواء) بدلًا عن ألحان – و(نهيق) بديلًا عن غناء (المطنب) بحيث تصبح مقدمة الأغنية كالتالي: من (غثاء) الشاعر فلان وعواء (الملحم) علان ونهيق المطنب سعدان نستمع إلى أغنية (المهلبية) ..ودقي يامزيكة!
خصوصا الشيلات اللي اعتبرها اجرام في حقنا