في هذا الزمن الذي سادت فيه التقنيات والأجهزة بتطبيقاتها وبرامجها المتعددة، أجهزة ذكية، تسرق أوقاتنا، وتأسر قلوبنا، وتبرمجنا في قوالبها الخاصة، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتقارب المسافات بين الجهات الأصلية والفرعية أيضًا، أصبح ارتباطنا مع أشخاص افتراضيين لا نعرف منهم سوى إطلاله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أصدقاء يفرضون عليك المتابعة لكتاباتهم، والتعليق عليها والرد على رسائلهم، لم نلتقِ بهم وجهًا لوجه، ولانعرف عنهم إلا ما يريدون لنا معرفته.
ثقافات متعددة، ومشارب متنوعة، وعادات وتقاليد مختلفة، لقد أصبحنا أسرى صداقات افتراضية تجبرنا أن نتأبط أجهزتنا في كل وقت، عندما نستيقظ من النوم نبادر بالنظر في أجهزتنا من أرسل ومن لم يرسل من صبح علينا بالخير ومن لم يصبح، نفرغ من صلاتنا لنعود إلى أجهزتنا، وفي مجالسنا نختلس نظرات إليها رغم وجود أصدقائنا الحقيقيين معنا، بل ومنا من يقرأ ويرسل وهو خلف المقود في مركبته، فيخاطر بنفسه، ويُشكل خطرًا على غيره، إلى متى نعيش أسرى لهذه الأجهزة وندع حياة الواقع، أضحيناغرباء في أسرنا الكل منكب على جهازه ولا يدرك ماحوله.
نعم نحتاج من يفك أسرنا لنعود إلى حياتنا الواقعية المطمئنة، من خلال تنظيم استعمالنا لهواتفنا الذكية وأجهزتنا الأخرى .
حمود أحمد الفقيه