عبدالرحمن الأحمدي

جحور الفئة الضالة.. وأقبية الفئة الطائشة

لا يوجد ما يدعو إلى الاستغراب والدهشة من وجود هذه الفئة الضالة في القرب من أقدس البقاع وأطهرها مكة المكرمة، فلا دين يردعهم من حرمة الأماكن الطاهرة، ولا ضمير ينهاهم من العبث في أحب البلاد إلى الله، ولا عقل ينبههم من تجاوز الحدود والمحظورات، ولكن يبقى السؤال ملحا أي عمل إجرامي أراد تنفيذه وعمله هؤلاء الدواعش الخوارج فوق ثرى الأرض الطاهرة..؟ فمن المؤكد جدا أن مالديهم من أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة ماهي إلا لإزهاق الأرواح، والعبث بالممتلكات، وتدمير المكتسبات،والأسوأمن ذلك بث الرعب والخوف بين الناس في البلد الآمن والمسجد الحرام، فهل يعقل أنهم توهموا أن من يسكنها في الوقت الحالي ليسوا بمسلمين؟ أوأنهم كانوا مسلمين وأصبحوا الآن بلا دين، فلا هم يقيمون شعائر الإسلام؟ ولا هم يطبقون ما أمر الله به من الواجبات الشرعية؟ كل الأفكار الضالة المضلة البغيضة من السهل إصدارها من أصحاب الجحور العاتمة.. وخفافيش الليالي المظلمة..الذين خسروا الدنيا وخسروا الآخرة.. والذين هم امتداد لأصحاب الفتاوى التكفيرية الإرهابية.

هذه هي الفئة الضالة .. وهذه هي أعمالها التي تخرج مرتكبيها عن هدي الإسلام ومقاصده، ولا خلاف أن كل عمل يقومون به ما هو إلا عون لأعداء الإسلام على تنوع مشاربهم. وأيضًا هنا لا استغراب ولاتعجب فكل من له قلب أو بصيرة؛ يعلم أن من يعتدي على الأرض الطيبة مجرم ضال،وكل من يعتدي على الآمنين المطمئنين مجرم ضال، وكل من يعتدي على من يقوم بالمحافظة على الأمن مجرم ضال، ما هم في الحقيقة إلا ضالون مضلون، ولكن ما يدعو إلى الاستغراب أن هناك فئة وعلى غرار هذه الفئةالمجرمة تخزن السلاح في الأقبية، وتتخابر مع أعداء الوطن والأمة، وتهدد السلم الاجتماعي، وتقتل الأبرياء من الناس، وتعترض رجال الأمن بسوء، ويأتي من يسميهم بالفئة الطائشة، مسكين..أرهق نفسه في البحث عن التسمية العظيمة لهم؛ فأخشى – عليهم منه – أن جرح مشاعرهم العدوانية .. وخدش أحاسيسهم الإجرامية، بل ويسمي القتلى المعتدين – منهم – بالشهداء. أي شهداء هؤلاء؟ وأي مخلصين هؤلاء؟ فالجسد هنا منعم مكرم في هذا الوطن الغالي، .. والقلب هناك في الدولة الصفوية معتقد وموالي، فما شبكة الجواسيس المأجورة، وما خطباء الفتنة الطائفية، وما وجود الشعارات السوداء المؤيدة لﻹجرام والفرقة والضلال، إلا إرهاب وإرهاب حقير، وجرم عظيم في حق الوطن.

وفي الجهة المشرفة من الطرف الآخر، وفي الجهة المشرقة النيرة، تظل الكاتبة القديرة كوثر الأربش نبراسا للاعتدال ووجهة النظر المتأنية..والرأي الصائب المقدر.. تقول في أحدى كتاباتها الصحفيةالمتزنة عن مثل هؤلاء المحسوبين على الثقافة والحراك الاجتماعي، وهي بالمناسبة والدة أحد الشباب من ضحايا التفجيرات الآثمة من قبل الفئة الضالة..تقول:
((المثقف الشيعي اختار مجاراة الجهلة والمتطرفين، وهم الأغلب خوفا من الإقصاء والتخوين والاعتداء،ورجل الدين إما متكسب بالقضية أوخائف..!!)) .. وتقول أيضًا: ((أما عموم الشيعة؛ فهم إما بسطاء مستلبين، تابعين أو متطرفين مشحونين عدوانيين، وهؤلاء هم المحرك الرئيس للمجتمع الشيعي وهم الأغلب)).
عمومًا التسميات مهما كانت سواء من عرف من المعتدين بالفئة الضالة أو عرف بالفئة الطائشة، فهي لا تفرق، فكل من اعتدى على حرمات الوطن: من نفس أو مال أو مكان أو مكتسب أو … فهو آثم و مجرم ، ويستحق تقديمه بين يدي عدالة القضاء؛ لينال جزاءه في الدنيا، وفي الآخرة يوفيه الله حسابه.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. نسال الله ان يهدي شباب المسلمين و ان يكفينا كل شر و ان يحفظ لنا ديننا و وطننا

  2. نسأل الله العظيم أن يصلح أحوال الأمة في كل مكان
    وهذا ماذكره الصادق المصدوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من كثرة الفتن في آخر الزمان
    اللهم أهد شباب المسلمين وأنفعهم وأنفع بهم

  3. اللهم احفظ بلادنا ومقدساتنا وقيادتها ورجال أمننا يا رب العالمين .

  4. التقصير في الاهتمام بالنشء لا بد ان يكون له نتائج عكسية
    فالكل يتحمل ذلك.
    اسالوا الإمارات لماذا لم نسمع باراهبي واحد منهم وكذلك قطر.
    الجواب سهل جدا
    اهتموا بالتعليم والترفيه للنشء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى