محمد ربيع الغامدي

هيئة الثقافة

همسات الخميس

  يشتكي الأصدقاء من عدم وجود توصيف دقيق للهيئة الجديدة هيئة الثقافة، وفي الحقيقة فأنا لست مثلهم، يكفي أن تكون هيئة للثقافة وعلى الله قصد السبيل، ستكون في الغالب الأعم قائمة بدور وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، والوزارة هنا هي وزارة الإعلام والثقافة، لكنها ستبنى على مساحة واسعة من الصلاحيات بصورة تسمح لها بمزيد من الحركة والحرية والعطاء.

        أخشى ما أخشاه على هذه الهيئة أن تدخل في دوامة المؤسسات الثقافية التي سلفت، بين بيروقراطية مملة ومحسوبيات مُخِلّة، تبني من أعلى بعكس منطق البناء الذي يجب أن يبدأ من القاعدة، تتحول مصروفاتها إلى أنبوب عملاق يبتلع الأموال ابتلاعا إلى غير رجعة.

        أستحلفك يامن سيكتب الله له تسنّم هذه الهيئة، نعم استحلفك أن توجه جل اهتمامك الى القاعدة الجماهيرية العظمى للأمة، إلى التثقيف الجماهيري، إن استطعت أن تجعل كتابين مع كل رغيف فافعل، لا قيمة لهيئة الثقافة إن لم تخلق شعبا قارئا، فلتكن انطلاقة الهيئة بالجماهير، تأخذ بأيديهم إلى آفاق القراءة، وسوف نرى النتيجة وعيا وأمنا وسلوكا وثقافة.

        على الهيئة أن تعيد طباعة أمهات الكتب وجداتها، وأن تعيد طباعة الكتاب السعودي المؤثر، وأن تعيد طباعة ما جمُل من كتب الأدب العالمي وعموم كتب الثقافة العالمية، تعيدها في طبعات زهيدة التكاليف ثم تيسر وصول ذلك للناس، وتسنّ البرامج والمسابقات التي تدفع الجماهير للقراءة، ولنا في تجارب الأمم من حولنا ما يكفي للاقتداء ولو استنساخا.

        لا معنى لتمثيلنا في الخارج ولا لمناسباتنا الثقافية في الداخل ولا لجوائزنا كثيرها وقليلها ولا لأنديتنا الأدبية ولا لجمعياتنا الثقافية ولا لكراسي الأدب ولا للمعارض والمطابع ما دامت جماهيرنا بعيدة عن القراءة الفاعلة، ولا معنى لقامة ثقافية مهما استطالت وهي لا تستند على جماهير قارئة.

محمد بن ربيع الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى