المقالات

الحلم الأخضر ولليّلة التتويج “بدوري بلا شبهات”

الملكي الأخضر مضت عليه سنتان، وهو يسعى ويضحي ويعمل بجد وبدون ملل أو كلل؛ ليجمع المهر الغالي لعروسه الغالية. ذلك الشاب الأخضر اجتهد منذ سنتين بالعمل الشاق والمضني والمتعب والتخطيط لهذا العرس، وترك خلف ظهره كل تلك المنغصات والمثبطات والمعوقات التي كانت تحول بينه وبين حلمه، وتحاول تكسير مجاديفه وتحطم طموحه. ذهب ذلك الشاب؛ ليخطب حبيبته فوجد على باب بيتها ماردًا أزرقًا جريحًا كسيرًا يدافع عن كرامته ومجده السليب وصيته المترهل؛ ليمنعه من حلمه. كان حلمًا من الجنون أن يقف ذلك الشاب؛ ليعمل وحيدًا ويحارب على كل الجبهات. كان ضربًا من الجنون أن هناك الكثير الكثير مما كان يترقب سقوطه ويعد العدة لما بعد السقوط. كان جنونًا من الجنون أن البعض كان يعد الأيام والليالي، وهو ينفنن في أن ينقش اسم “الأهلي” على ذلك النعش ويترقب خبر الموت “السريري” المفاجئ. صديقي أحمد قال لي الليلة: تصدق يا فوزي لو لم تغب هذه البطولة كل تلك الفترة الطويلة لما أحسست بطعمها، ولما استمر طعم تلك الحلوى في قلبي يزداد كل يوم ذي قبل. تصدق يا فوزي إني كل يوم أقابل العديد من زملائي الأهلاويين، وكل يوم أبارك لهم بالبطولة بشكلٍ مختلف وبطريقة مختلفة. يقول صديقي أحمد: التقم ابن أخت “القادح” حجرًا كبيرًا فأقفلت كل مناسمه وسرت الحمى في مفاصله، وسقطت معه ورقة توته الأخيرة وانزوى بعيدًا يلملم جراحاته. يقول صديقي أحمد: تصدق أني لم أعد أشاهد ضارب الطار “الهراج” يمارس رقصة الغراب كما كان يفعل من قبل، وعاد الرجل لمهنته القديمة وهو يطبل ويطبل ويطبل. يقول صديقي أحمد: عادت الفئران أخيرًا إلى مجاريرها والأرانب إلى جحورها، والثعالب لأخنانها ومخابئها وكنتْ الدنيا واستكنتْ. يقول صديقي أحمد: عاد الهدوء وخف الضجيج والإزعاج في شوارع بلادي، وعادت الصقور تحلق من جديد بعودة الملك.

يقول صديقي أحمد: لم أعد أسمع تلك الأصوات النشاز التي كان يضايقني وجودها حولي فقد عاد الأسد إلى عرينه والحاكم لقصره والبطل لممارسة أدوار البطولة. قلت له يا صديقي الشاب لا عليك ممن يهوى التحطيم والتقزيم والتهميش، وانظر بعيدًا لمجدك واترك الآخرين، وهم يشاهدون نجاحك ويصفقون لك. قلت له دعهم يعضوا شفاههم ندمًا وألمًا وحنقًا وأسى، واستمتع بالنجاح مع من تحب. ذلك الشاب الأخضر المجنون خرج ليلة أمس مودعًا آخر ليلة تجمعه بحياة العزوبية الجميلة التي عاشها بكل سعادة. صديقي الشاب الأخضر سهر مع أصدقائه في ليلة الوداع، نام وهو يحلم التتويج، فقد كانت الليلة ليلته الأخيرة قبل أن يتوج بالعروس. استعدوا يا ملوك الكرة في بلادي فالليلة ستطلق كل أبواق الفرح ألحان النصر في كل بلادي الخضراء.

الليلة سوف تغلق كل حوانيت النخاسة أبوابها بالضبة والمفتاح، وسوف تعلن التصفية النهائية لمشاريعها الفاشلة وسيعلن الفشل توبته. الليلة سيجلس “الملكي” على عرشه وستعود الأمور لنصابها، صدقوني سيكون لونها “أخضر” حتى الثمالة. الليلة سوف تبدأ فصول رحلة البحث عن عروس أخرى ثم أخرى ثم أخرى وبنهم ولهفة. غدًا يا صديقي أحمد ستشرق شمس على بلادي لم تعرفها بلادي منذ زمن بعيد. غداً الشمس في بلادي يا صديقي سيكون لونها “تفاحي”.

فوزي الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أخي الوقور الأستاذ فوزي كاتب المقال في صحيفة مكة الغراء أعجبني سردك للمقال بخيال وعبارات تأخذ القارئ إلى ستاد النجوم قبل التتويج ولكنني أستسمحك في النقد وأعلم سعة صدرك وأجمله في أن حبك للنادي الأخضر أخذك بعيداً بعبارات فيها.. ! على الآخر وهذا ما ليس في الرياضة تماماً.. ولعلمك ليس لي ميول لنادٍ بعينه ولكنني أتابع الإحتراف الكروي بلا فريق بذاته وقد أكون متعاطفاً محباً لفريق كرة الوحدة بحكم الجوار .. إحتراماتي لكم مشفوعة بإعتذار..!

    1. على راسي كل ما تفضلت به استاذي الكريم عبدالرزاق، وكل التقدير والاحترام لجميع الأتدية وعشاقها ولكني اصطدت بسنارتي بعض الأسماك الضارة في رياضتنا ودعوت بعض تجار النخاسة للاعتزال بمناسبة عودة الملكي لعرشه من جديد.
      هي وجهة نظر لا أكثر ولا أقل، إن خرجت عن السياق فأعتذر و بشدة ولكن ليس لمنتفعي الرياضة

      أخيراً وليس أحراً تحياتي وقبلاتي بوجه خاص لفرسان مكة، وأتمنى أن يلتف محبو الفريق الأحمر خلف فريقنا المكي وليكن هدفنا الموسم القادم للوحدة هو “قادمون لك يا أسيا”

      فوزي الأحمدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى