خلال الحقبة الماضية ابتلينا بعنف شديد وبأفكار هدامة كادت أن تقضي على أغلب شبابنا.. في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم كنت أحد الشباب الذين كادوا أن يندفعوا خلف إعلام أهوج وحكاوي مجالس أثارت في داخلي غريزة الحرب والقتل والدمار. هكذا أستطيع أن أصف حال أغلب الشباب في تلكم الحقبة .. كانت أفغانستان مشتعلة في حروب داخلية طاحنة سرعان ماتحولت إلى حرب بين قوات دولية قوية وكانت أيضًا فلسطين تستصرخ من ظلم وجبروت اليهود . بيد أننا كعرب لم نفهم أخطار اللعبة حين خرج هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في حقبة السبعينيات بخطط جهنمية لحماية إسرائيل فكانت لعبة أفغانستان وتأسيس القاعدة أحد أهم أهداف أمريكا التي اكتوت هي بنارها.. كنا نتلقى الصور من أفغانستان تحكي لنا عن جثث المسلمين الذين يستشهدون في حربهم مع الروس مدعومة بخطب رنانة بأن جثث المسلمين تدفن وهي معطرة من السماء برائحة المسك والعود !! حتى خطباء المساجد كانوا يحرفون الكلم عن موضعه ويدّعون أنهم شاهدوا ذلك بأم أعينهم “فقأها الله لهم” هذا الفكر بدأه عبدالله عزام الفلسطيني الأصل الذي أسس نواة القاعدة في أفغانستان وترك بلاده فلسطين التي كانت تستصرخ من أجل الجهاد الحقيقي ..
لقد خدعنا الإعلام ومشايخ الكذب وتساهل الحكومة وقتئذ في هذا الصدد.. كانت ضريبة قاسية ندفعها اليوم من عقول أبنائنا الذين يعيشون وهم الجهاد ووهم الذود عن الإسلام. والإسلام باقٍ رغمًا عن كل الأنوف.. بعد القاعدة بعشر سنوات خرجت منظمة جديدة تدعى داعش وهي أكثر فتكًا من الأولى تقتل من أجل تخويف الناس وإدخال الرعب في نفوسهم ..لاتحلل حلالًا ولا تحرم حرامًا إلا لمصالحها ..واستغلوا احتقان الشباب من الأوضاع العامة في بلاد المسلمين حتى أنهم أفتوا بقتل رجال الأمن واعتبروهم العدو الأول لهم .. اليوم نعيش رعب آخر في منازلنا وخوف مغلف بطمأنينة هشة على فتياننا الذين انخرط البعض منهم مع تلك الفئات الباغية، ولم نعد نعرف توجهات الأبناء الذين يعيشون معنا حياة طبيعية لنتفاجأ بهم وقد فجروا أنفسهم وقتلوا أنفسا بريئة وبات من الطبيعي أن نكشف عن أخطائنا التي لم نعرف كيف نعالج مسارها!.
اليوم ياسمو ولي العهد لم تعد تجدي نفعًا مراكز المناصحة التي تستنزف أموالًا طائلة دون أن تحقق نتائج نسبية جيدة .. عدا عن الصرف الهائل على العاملين عليها من أجل إعادة أصحاب الفكر الضال عن غيهم لنتفاجأ بهم يعودون أقوى مما كانوا عليه …اليوم ياسمو ولي العهد باتت الحاجة إلى مراكز نفسية متخصصة فعالة أكثر جدوى من مراكز المناصحة ..نحتاج ياسمو الأمير ونحن نخاطبك أنت تحديدًا؛ لأنك تبذل كل جهد للقضاء على الفكر المنحرف ضد عقيدتنا وأمننا وأجيالنا.. لانريد كلما كبر أحدٌ من أبنائنا يقع ضحية جديدة ليتولد في دواخلهم الحنق حتى على ذويهم.
نريد تقوية وإنشاء مراكز الطب النفسي في كل حي وأن يكون هذا الداء طبيعيًّا جدًا لاحرج في علاجه أو الكشف عنه ونريد أيضًا إعادة هيكلة مجمعات الطب النفسي التي لاتدار بشكل جيد وأصبح المريض النفسي يدخل إليهم ويخرج بلا فائدة لأن العلاج لايكتمل أو لأن الطبيب يطلب من ذوي المريض مراجعته في عيادته الخاصة ومن ثم “يحلبهم” فيعودون من حيث أتوا ليجدوا ابنهم المريض حمل السلاح على الدين الوطن والأهل. نحن بحاجة ياسمو ولي العهد إلى صوت إعلامنا الخائب الذي لم يعالج قضية الإرهاب بقدر مايشعل صوتها..ونحتاج ياسيدي أكثر إلى زيادة جرعة المناهج في حصص اجتماعية ونفسية في المرحلتين المتوسطة والثانوية وأن يكون مقررًا مهمًا لنسبة النجاح وليس بمثابة التحصيل حاصل ..
نحتاج إلى أهم شيء، زئير صوتك الفعال في هذا الصدد؛ لأن كل يوم نعيشه نتوجس الخوف فيه من المجهول على مقدراتنا حتى باتت علاقاتنا الاجتماعية أكثر حذرًا من أنفسنا..نريدك ياسمو ولي العهد ونريد قولك وفعلك وعملك لإخماد هذا الفكر الذي أساسه إخلال في عقول أجيالنا لايعالجه إلا أطباء النفس والاجتماع .. وكفى ……..
عبدالله عيسى الشريف
اخسنت اخي ابو سلطان شخصت الداء ووصفت الدواء حفظ الله بلدنا وامننا وقيادتنا
بعد اليوم يا شريف مافي خوف علينا لان هيئة الترفيه سوف تلعب دورها ” شعب مكبوت ” الله وكيلك …!!!