يسهر الليل ويواصل النهار الطالب خالد الذي يواصل دراسته بالصف الثالث الثانوي، وكان حماسه مدفوعًا بوعد والده له بأنه سيكافئه بجائزة سيارة جديدة في حالة حصوله على درجة التفوق.. دخل خالد الاختبارات مع زملائه، وبعد ثلاثة أيام أبلغته إدارة المدرسة بحصوله على درجة تؤهله لدخول الجامعة قسم «علمي»، كاد يطير من الفرحة وعاد إلى البيت مسرعًا ليزف لوالده بشرى النجاح وناول والده الشهادة وقال: «لا تنس يا أبي وعدك لي بالسيارة». فرد عليه والده:«أبشر.. اذهب للمعرض واختر السيارة التي تناسبك» فذهب خالد إلى معرض السيارات الجديدة واختار سيارة من أجمل السيارات المعروضة للبيع، أبلغ والده بنوع السيارة التي استقر عليها، حضر والده ودفع قيمة السيارة وقادها خالد إلى البيت وأوقفها أمام الباب، وتفرج عليها الأهل والجيران وهو بزهو وفخر وطلب من والده أن يذهب إلى زملائه بالفصل ليريهم على السيارة ويغيظهم، فقال له والده: اذهب لكن (إياك والسرعة)، مر على بيوت زملائه واحدًا تلو الآخر، تشاوروا إلى أي وجهة يذهبون، واتفقوا على الذهاب إلى ساحة التفحيط وعندما رآهم المفحطون من أصحاب السوابق أخذوا يصفقون لهم ويشجعونهم، وهو يندفع بسرعة لم يستطع معها السيطرة على السيارة، لاسيما وهو غير متمكن من القيادة، واصطدمت السيارة بعمود كهرباء وانقلبت السيارة وتوفي زملاؤه الأربعة وبترت يده اليمنى، وطارت مسافة ثلاثة أمتار.
وعند حضور الإسعاف وتقديم الإسعافات الأولية له أفاق على فقدان يده، تعالى صراخه «أين يدي؟» أراد أحد المسعفين أن يهدئ من روعه وفاجعته، قال له:«انظر إلى يدك هناك على بعد ثلاث أمتار وسيعيدها الطبيب إلى وضعها الطبيعي بعد وصولك إلى المستشفى»، وانهار مرة أخرى وأغمي عليه وفقد وعيه. نُقل إلى المستشفى وبعد الفحوصات تبين أنه قد نتج عن الحادث شلل رباعي وأصيب بانهيار عصبي وفي اللحظات التي يفيق فيها عندما يزوره والده يقول: «أين يدي؟ أين أين رجلاي، اشتريتم لنا جوائز الموت والإعاقة وأصبحنا عالة على المجتمع، وكان هدفنا أن نقدم له الرعاية والآن أصبحنا هما عليه»، إن المال شريك بالجريمة حين لا يحسن استعماله.. فاحذروه.
سعود بن عايد الدبيسي