مودة الفؤاد
نُبارك لأبنَائنا الطَلبة النجَاح الذِي أكرَمهم بِه المَولى تَبارك وتعَالى بَعد عَام درَاسي مَضى بَذلوا خِلاله الجُهد ليحصدوا ثمَار مَا بَذروا طِيلة فَترة الدرَاسة . فَالحمد لله عَلى هَذا الكَرم الذِي منَحهم إيَاه خَالقهم . نَعم … حققُوا مَا أرَاد آبَائهم مِن تَفوق ونجَاح بإرَادة الله، لتَبدأ فَترة الإجَازة السَنوية التِي تَمتد مَا يقاربْ الأربَع أشْهر ونِصف الشَهر، فهِي فَترة طَويلة تُقارب ثُلث العَام الهجْري، وتفُوق عَدد الأيَام الدِراسية، مُدة تَجعل الطَالب يَفقد مَا تَعلمه خِلال العَام الدِراسي الوجِيز، فمَاذا سَيفعل فِيها الأبنَاء؟! هَل سيقضُوها بالسَهر ليْلًا بمتَابعة مَا تَبثه القنَوات الفضَائية، ومَا تَحمله فِي مضمُون بَرامجها مِن رسَائل هَابطة تُأثر سِلبيًّا عَلى عقُولهم التِي لمْ تُنضج بَعد، أمْ فِي المنتزهَات والسفريَات ! ومِن ثَم نَوم بالنهَار ! فِي عَهد دِراستنا قُبيل ثَلاثة عقُود كَانت بيُوت الشبَاب تَضع خططهَا التَربوية الثقَافية التَرفيهية، وتَستقبلنا فِي دَاخل المدينة وخَارجها لتنْمية الموَاهب، والحفَاظ عَلينا فِي زَمن لمْ يشْهد هذَا الإنفتَاح التُكنولوجي، والتَقدم الحضَاري الذِي يَهنى بِه أبناؤنا فِي عَصرهم الحَالي . الفَترة الزُمنية لهَذه الإجَازة يَعلمهَا الجمِيع، وبالأخَص وزَارة التَعليم، فلمَاذا لمْ تُفعل دَور تِلك البيُوت التِي مِن خِلالها يتِم احتوَاء الطَلبة، وتَنمية مهَاراتهم، واغتنَام طُول فَترة الإجَازة لصَقل موَاهبهم، واستثمَار عقُولهم بمَا يعُود بالنَفع عَلى المجتمَع، وتكُون حَلقة الوَصل فِي تَوظيفهم بالقطَاع العَام أوْ الخَاص، أوْ إلحَاقهم بالشَركات المهَنية ليَكتسبوا خِبرة العَمل الحَرفي .
وتتناصَف المسْؤولية بَين وزَارة التَعليم والهَيئة العَامة للريَاضة التِي صَرفت 80 % مِن جُهدها وأكثر للاهتمَام بِلعبة كُرة القدم، وتجَاهلت شبَاب مَنحتهم وزَارة التَعليم إجَازة طَويلة تتبَخر بَين أيَامها وليَاليها مَا تعَلموه مِن عِلوم .
أتَمنى أنْ تَستدرك الوَزارة والهَيئة خِلال الأيَام القَادمة وقَبل بَدء الإجَازة وضْعهم، ووضعْ خُطط هَادفة يَستفيد منهَا الطَلبة والمجْتمع عَبر أيَام الإجَازة . أبَارك للجمِيع التَفوق والنجَاح . وكُل عَام وأنْتم بِخير
نبيه بن مراد العطرجي