الصحفي المتجول
لأول مرة على مستوى العالم كله ..نكتشف بأن هناك سيارات مخصصة لشهر رمضان المبارك فقط – وهذه السيارة لم يتم اختراعها وتجهيزها بمستلزمات شهر الصوم المبارك.. بل هي من (بنات وأولاد) أفكار بعض وكالات السيارات لدينا حيث بدأت هذه الشركات في تسويق سياراتها الجديدة، وجاء في سياق صياغة وأسلوب الإعلان الخاص بها (بمناسبة شهر رمضان المبارك، سارعوا باقتناء سيارة من طراز (…..) بالنقد أو بالتقسيط!). ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بالقوة الجبرية هنا: هو ماعلاقة شهر رمضان المبارك شهر الصوم والعبادة بالسيارات؟ وهل مثلاً تم تصميم هذه السيارات لتتحول إلى مطبخ يتم إعداد موائد إفطار وسحور رمضان بداخله؟ وهل هي مجهزة لطبخ (البليلة والطعمية والفول والتميس والشاي العدني) أو أنها مجهزة لتصبح ساحة لتناول الإفطار والسحور بداخلها؟! ربما يكون ذلك, حيث بات من المألوف أن يبتكر خبراء الدعاية والتسويق في وكالات السيارات – سيارة تتناسب مع فصل أو مناسبة معينة للترويج عنها – فنجد أن هناك سيارات خاصة بالصيف وأخرى بعطلة الربيع وثالثة خاصة بموسم الحج وثالثة بإمكانها تطير بلا جناحين إلخ !! ومادمنا بصدد حكاية الإعلانات وما أدراكما الإعلانات فقد اطلعت على إعلان نشر في إحد المواقع الإلكترونية المحلية – يعلن فيه صاحبه عن رغبته بيع خادمة ولم يخبرنا تاجر الخادمات هذا – عن كيفية بيع هذه الخادمة المسكينة – وهل يتم بالتقسيط أم مقدمًا وهو أول إعلان من نوعه يتعلق ببيع خادمة – في ظل أزمة نقص الخادمات الخانقة وفي ضوء الأخبار التي تؤكد بأن الراتب الشهري للخادمات بات ينافس راتب سكرتير مدير عام !! مبروك عليكم الجائزة : وقضية أخرى تتعلق بالجوائز الوهمية وما أكثرها في هذه الأيام المباركات – وكمدخل إلى هذه القضية أتساءل قائلاً : كيف يتصرف (حضرتكم) وسعادتكم يتلقى على هاتفه النقال أو غيره من وسائط التواصل الاجتماعي رسالة عاجلة من جمهورية الواق الواق الشعبية الديمقراطية تحمل اسمكم الصريح كاملاً غير منقوص وهي تزف إليكم البشري بالفوز بجائزة مالية ستسهم في تحويل حياتكم من (مديونير فاشل) إلى مليونير بارز بنمرة واستمارة بين لحظة وضحاها – أو تزف إليكم البشرى بالحصول على رزمة استثمارية مجانية علماً بأنه لم يسبق لكم المشاركة أو الدخول في أي سحب أو إرسال مجرد رسالة ..بالطبع سوف (يقفز الواحد منا مثل الديك) فرحًا بهذا الفوز العظيم – أو أن ترد إليكم مكالمة من دولة (الشمرمر) وهي جمهورية تقع وراء أعالي البحار يتحدث فيها شخص مجهول بلغة عربية فصحى.. وبعد أن يسرد لكم تفاصيل حياتكم الشخصية وسيرة ذاتية مفصلة عنكم يفيدكم فيما بعد بأن (جناب) حضرتكم مسحور وحتى يتم إبطال هذا السحر يطلب منكم تحويل مبلغ مالي جزاه الله خيراً ! الشيء الأغرب فعلاً يتمثل في من قام بتزويد هؤلاء النصابين القابعين خارج المملكة بأرقام هواتفنا وأسمائنا الصريحة وهل هناك عملاء في الداخل يقومون بتزويد هؤلاء النصابين والمحتالين بأسماء وهويات ومعلومات عن المواطنين حتى يتمكنوا من النصب والاحتيال علينا ؟
أحمد سعيد مصلح
لا اشك في وجود عملاء يمررون أرقامنا وما خفي اعظم