قد يكون القاتل هو ذلك الطفل الوديع المدلل الذي يعيش بين أحضان أبويه ينعم بحنان الأم ورعاية الأب، يرتدي أجمل الملابس ويقتني أحدث اللعب من بينها ذلك الجهاز المسمى الكمبيوتر الذي تتراقص الشياطين بين مفاتيحه ومحركات بحثه، كلما أدارها الإنسان لبت مايريد خير أو شر له ألف مجيب وليس عليه رقيب، قد يكون القاتل ابن الجيران ذلك الطفل الذي لايبارح المسجد إلا بعد خروج آخر المصلين، وقد نال إعجاب واحترام مرتادي المسجد، ثم يغيب فجأة ويبحث عنه والده وذويه ومن هناك من معاقل قوم عاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، يراه والده وهو بين مصدق ومكذب ياترى هل هو فعلًا أبني فلان ؟ وماذا أصاب عقله؟ ويتيقن أنه هو فعلا وعين وقلب الوالد لاتخطي، ويتعجب ويتألم مذهولًا معًا حين يرى ابنه مرتديًّا لباس القتلة والمجرمين، معلنًا القتل على أهله وأقرب الناس إليه، وقد سمعناهم وشاهدناهم وهم يقولون ابدأ بأهلك الأولى فالأولى، تلك الفئة التي ضلت الطريق لاتسمع ولاتعي، أناس بلاعقول غابوا عن وعيهم وفقدوا صوابهم، من رابع المستحيلات هدايتهم وقد غصت السجون بالكثير منهم ويزدادون عددًا، ونصحهم الناصحون وأصروا على طاعة الشيطان وأعرضوا عن الحق مستكبرين، يهددون الأمن والأمنين فهل من حلول؟!.
سعود عايد الدبيسي