نحمد الله تعالى أن سخر لنا قيادة سعودية حكيمة تؤمن بأن إرتقاء الشعوب يبدأ من التعليم، فساهمت منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في إنشاء المدارس، وإن كانت بدائية في ذلك الزمن الجميل، إلا أنها تنامت مع العصر الحديث المتسارع التغيير، حتى أصبحنا نضاهي العالم من حولنا في الجامعات وكلياتها المنتشرة في أرجاء الوطن، ولقد كانت البداية من جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة التي أنشئت (جامعة أهلية) ما لبثت أن انضمت إلى الدولة بإنضمام كلية التربية والشريعة والدراسات العليا إليها في مكة المكرمة، وتم تحويلها بعد ذلك إلى جامعة أم القرى والتي انبثق عنها العديد من الكليات، كان آخرها كلية طب الأسنان التي تعد من أحدث الكليات الطبية بالجامعة وقد فتحت أبوابها بقبول أول دفعة من الدارسين عام 1430، وبعدها بأربعة أعوام دشنت الكلية مستشفى الأسنان وتضم أربعة أقسام (علوم الفم الأساسية والسريرية، وقاية الأسنان، جراحة الوجه والفكين، العلاج التحفظي وإصحاح الأسنان) بحوالي 80 عيادة متكاملة.
وما شدني للكتابة عن كلية طب الأسنان خاصة، إطلاعي بتمعن على التقرير السنوي الذي أعدته الكلية بإحترافية عالية باللغتين العربية والإنجليزية، بإشراف عميد الكلية الدكتور محمد مصطفى بياري، وما شمله التقرير من إنجازات تعد مفخرة للوطن، وعلى سبيل المثال لا الحصر تميز مشاركات طلاب وطالبات الكلية في الملتقى العلمي السادس للبحث العلمي، وبرنامج تدريب أطباء الإمتياز لتعزيز معرفة ومهارات الخريجين لمدة عام كامل، بما يتناسب مع شروط الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، مشاركة المجتمع عبر الحملات التوعوية في المجمعات العامة والأسواق (مسوكها) لزيادة الوعي بالعناية الصحية بالأسنان وإحياء سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الداعية لتطهير الفم والسواك، وحصول الكلية على المركز الأول بين كليات طب الأسنان العالمية حسب مؤشر Klout في المرحلة الأولى للمنظومة الإلكترونية بشبكات التواصل الإجتماعية المختلفة لتسويق وترسيخ كلية طب الأسنان بالجامعة، التي دشنها معالي مدير الجامعة الدكتور بكري معتوق عساس وبحضور عميد الكلية ووكلاءها وفريق العمل من المعيدين والمعيدات بداية عام 1432، وذلك لخلق بيئة تعليمية تفاعلية شفافة، يشارك فيها الدارسون المسؤولية والإطلاع على التسجيلات المرئية للمؤتمرات والفعاليات العلمية للإرتقاء بثقافتهم وخبراتهم العملية، ولقد لاقت تلك المواقع على الشبكة إعجاب الكثير من القيادات المحلية والعالمية إذ تجاوز متابعيها نصف مليون مشاهد، وتشارك الكلية بالعديد من ملتقيات الإبتكار في طب الأسنان، لتحقيق الرؤيا الهادفة والرسالة الواضحة للإرتقاء بطب الأسنان والبحوث العلمية في خدمة المجتمع، بما يتماشى مع رسالة جامعة أم القرى المنبثقة من طموحات قيادتنا السعودية الحكيمة التي تنفق بسخاء لبناء الإنسان، وتساهم الكلية في خدمة ضيوف الرحمن عبر حملاتها المتكررة بعنوان (الإحسان لضيوف الرحمن)، وذلك للشرف العظيم الذي وهبه الله تعالى للدارسين فيها بشرف الجوار للمسجد الحرام وخدمة الحجاج والمعتمرين، وفي هذا العام 1437 بادرت الكلية بإنشاء مستشفى متنقل متكامل، تساهم فيه بزيارة القرى النائية لمكة المكرمة ودور الرعاية الإجتماعية المختلفة والإصلاحيات،.
وفي الختام لا يسعني إلا الإشادة بالقائمين على كلية طب أسنان أم القرى برعاية معالي مدير الجامعة لمساهمتهم الفاعلة في خدمة المجتمع، وزيادة الوعي العلاجي والمعرفي بطب الأسنان وجراحة الفم، بمناسبة إهداء الكلية أول دفعة من أطباء وطبيبات الأسنان المدربين على أعلى مستوى علمي وعملي، للمساهمة في خدمة الوطن المعطاء ومن سار على ترابه الطاهر..
عبدالرزاق سعيد حسنين