المقالات

الرابطة .. وياقلب لاتحزن!

نكأ قلبي الموسوس عقلي المخبول ولم أجد بدًا من أن أصلح بينهما سوى أن أطمر غشاوة عليهما كي أنسى فقط !! قبيل أربعة عقود مضت كانت تدور في أحيائنا فرق “العسة” الراجلة كان هدفهم حفظ الأمن ويمتلكون دورًا جيدًا في هذا الصدد بيد أن لديهم طرق عجيبة وغربية في عملهم ومتابعاتهم.. كانت الأمور “عرباوية” إن صح التعبير فهم يحققون ويحكمون وينفذون في آن واحد !!وعادة مانسمع أن فلانا تم جلده البارح أمام بيت أهله..

هكذا كانت تسير الأمور بالبركة والنظام لكن أحدا لم يعترض على تلك الأعمال.. ولعمري فإن أعمالًا كثيرة لاتزال تسير وفق هذا النهج حتى وقتنا الحالي ولعل أعمال ماأطلق عليها سلفًا “رابطة العالم الإسلامي” تشبه ذلك.. وإن كان دورها تجاوز قليلًا بالتنديد والرغي بعد كل حدث على استحياء ..لكن صورتها مخالفة لكل التوقعات فهي الجلاد والحكم والضحية في وقت واحد؛ فلم نسلم من أحكامها وقوانينها ولم نحظَ بالبراءة منها ولم نفتك من عواقبها!! عاشت هذه الرابطة التي لم يكلف أمينها نفسه في حل أي معضلة عربية أو إسلامية على أكتاف ميزانية المملكة وعاش أمينها السابق، وهو يتسابق في رحلات مكوكية مطولة بين دول العالم لم نفهم لماذا سافر؟ وبماذا عاد؟ لكن وكالة الأنباء المحلية تتحفنا بخبره واجتماعاته في الرابطة للاستقبال والتوديع دون أن نفقه شيئًا.

تناحر الليبيون واقتتل التوانسة، وكادت مصر أن تضيع وتشرد شعب سوريا في مشارق الأرض ومغاربها ولاتزال فلسطين تئن بحثًا حتى عن صوت يبلغ العالم بمأساتها.. واضطهدت باكستان في حقها من الهند، ومات نصف أهلنا في بورما على يد الوثنيين والرابطة لاتزال صامدة .. وصامتة!! لست ممن يتزلفون لمسؤول في تعيينه أو يطبلون له حتى لايرى أمامه إلا نفسه في كل شيء .. لكنني أضع بين يدي الأمين الجديد مبضعًا وبيده المشرط كي يعالج مايمكن أن يعالج ..

كانت الرابطة تعمل في بداياتها على تقوية أواصر اللحمة الإسلامية بالعمل الإعلامي القوي حتى باع أمينها السابق مطابعها وورقها وجعل من مبناها جثة هامدة ..وأوقف كل تحرك إعلامي قوي وجمد العمل لصحافيين كبار، وأبقى فقط على مشروع السفر والرحلات المكوكية التي تتمحور في زيادة الأميال للأمين ومن في معيته.. اليوم الأوضاع اختلفت والميزان أصبح يميل إلى كفة العدالة والحزم في كل شيء ..

نريد منك أيها الأمين القادم من ساحة العدل أن تضع نصب عينيك مصير مليار مسلم وأنت تعرف أنك مؤتمن ولست موظف نريدك أيها الأمين أن تُعيد للإعلام في الرابطة قوته وصوته للعالم وألايكون عملك تنديد فقط، بل مواجهة ومجابهة لكل الطغيان الذي يعيش في دواخل أهلنا.

نريدك أن ترمي بعباءتك جانبا وتذهب بكل شجاعة إلى بورما لتقول لهم قفوا عن قتل أهلنا وأن تقف بعزيمة في وجه كل الاستبداد لكل مسلم يتعرض للهوان.. لانريد معاليك يسافر خلسة ودون نتائج …أنت صوت الأرض لكل مسلم، وعليك أن تقف في كل محفل صوتًا قويًّا يحسب له العالم ألف حساب …أيها الوزير العادل لاتقف على قوانين مهترئة ولاتبحث عن كرسي تدوم عليه فلو كانت لغيرك.. ماآلت إليك.. وكفى … ……….

عبدالله الشريف

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. بارك الله فيك.. تذكير لمعاليه بأن هذا المنصب تكليف وأمانة وليس تشريفا وتكريما .. نريد منه ودول الرابطة عملا ملموسا ودعما للمسلمين في أرجاء الأرض و لانريد منه حضورا رسميا في المناسبات.. وفق الله معاليه

  2. كلام عسل ياعبدالله
    لكن هذا هو اسلوب االاعلامييين اذا بغوك وشافو انك وسيله لهم يرفعونك سما
    واذاشافو انك ممكن انك تضيق عليهم وسافههم فراح يستخدمون معه نفس هالاسلوب يتكلمون فالبدايه عن المشكله وتاريخها والاحداث فيهاويعطيك وقائع حقيقية حدثت لكن يصورها لك بتفكيره هو انها خيانه او جريمه يوهمك انه صادق وهالكلام نابع من حب واخلاص وبعدين يبدا يلعب لعبته ويصيد مؤيدين له وجاه واحدمدرعم يقول نفس الكلام نطالبه ونطالبه

  3. باعتزاز قرأت ماكتبه الاستاذعبدالله الشريف حول رابطة العالم الاسلامى وتعاقب رؤساءكانت جهودهم فى جوانب القضايا الاسلاميه متواضعه ومطالبته بدورفاعل من الامين الجديد. ولعلى هنا اذكر بمجمع الكنائس العالمى ودوره الكبيرفى تحجيم حملات الدعوه للإسلام والاعمال الخيريه وغيرذالك متخذين حججاًكاذبه حول دعم الارهاب والتحريض عليه وتجاوبت قوى غربيه مع ارادتهم فى الضغط على البلدان التى بها رجال نذروانفسهم للدعوه واعمال الخيرفجمدت حتى الساعه. وهنا اقول ان الرابطه ندلمجمع الكنائس ولها ان تشحذ دعم البلدان لجهودها واعمالها وفرض ارادة تحالف اسلامى يضع المصالح فى ميزان المحاسبه وتحقيق الاراده. وحتما بدعم قوى من بلادنا الغاليه والمجلس الفقهى للرابطه والدول التى تحارب الظلم بكافة انواعه ييكون للرابطه شأن وايماشأن . اما خلاف ذالك فالمتوفر من المال حقق دخلاًرائعا غير المرتب يصل الى انتداب اشهرفى كل عام مع ان الراتب لم يكن مماثلاًلمن كانوعلى نفس المرتبه. كما انهاتتيح فرصة الرزق بتشغيل الغالى والقريب وبمرتبات عاليه واخيراً نقول قوموالمرحلة السابقه ولماذابتهج منسوبو الجهازبالتغيير لعل فى ذالك تنويرلعمل خطةٍ محكمه للقادم من اعمال تذكروتشكروالله الموفق.

  4. ايش الفرق بين رابطة العالم الاسلامي ومنظمة المؤتمر الاسلامي أو حتى هيئة الاغاثة الاسلامية .. كلهم في الهوا سوا .. أين هم من معاناة شعوبنا الاسلامية في كل وجهات العالم فلم أذكر لهم أي موقف حازم في وجه كل معتدي ظالم جائر على إخواننا المسلمين في كل مكان وزمان ولكن يبدو أن الانتدابات كما قلت أخي عبد الله هي سمة يتصف بها فلان وعلان .. عموما سلمت يداك أيها الكاتب المبجل .. وبكره بعون الله أمر عليك نتعشى سوا على حسابك عشاي وانتدابي .. قل تم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى