المقالات

موروثنا الشعبي يا إمارة مكة

مكة المكرمة مهبط الوحي وقبلة الإسلام والعاصمة الإسلامية لمملكتنا الحبيبة والعالم الإسلامي، تلاقحت بها الكثير من الحضارات بعد بزوغ فجر الإسلام، وسكن بها من شتى بقاع العالم الإسلامي إما بقصد القرب من المسجد الحرام أو الانتهال العلمي الشرعي أو طلب الأمان بالجوار أو ممارسة التجارة، هذا ما جعل هناك خليط اجتماعي لا أقول عنه إلا أنه أكثر من رائع، وإذا لأحد السبق في ذلك فهم أهل مكة بكرمهم وحسن معشرهم وسمو أخلاقهم وأصالتهم العربية عاشوا وتعايشوا على مر القرون مع من سكن مكة بينهم ومنهم ولا غرابة في ذلك فسماحة الإسلام ونبل العربي الأصيل لا يمكن إلا أن يكون كذلك .

هذا الخليط أو الفيسفاء العجيبة الجميلة؛ أعطت أنموذجًا جميلًا لتلاقح الثقافات وتعايشها.. فقدمت أكلات جميلة لا زال أهلها يذكرونها بأسمائها، والحال ذاته في اللبس وكذلك الفنون الشعبية مثل المزمار. لكن منطقة مكة ومكة المكرمة تحديدًا يتواجد بها موروثًا عميقًا بعمق تاريخها في كل مكونات الثقافة، هذا الموروث هو إرث كبير مُلك للوطن .. منه ماكان المؤسس -طيب الله ثراه- يحرص على حضوره وهو في مكة وجلالة الملك فيصل -رحمهم الله- جميعًا يشارك فيه .. وهو فن المحاورة أو مايسمى” القلطة” التي نشأت وانتشرت من بطاح مكة المكرمة، كذلك المجرور الجميل بكل أنواعه الذي تغنى به كل فناني الوطن، والخبيتي والرديح والتعشير الذي كتبت عنه الكثير من الصحف العالمية لجماله وإبداع من يقوم به، والمجالسيات والحداء والرجز، وحصر الفنون الشعبية الجميلة لمكة المكرمة أو منطقة مكة يصعب ذلك في مقال، إلا أنه موروث عظيم ثري لم يأخذ مكانته الطبيعية في تمثيل المنطقة في الاحتفالات الرسمية والشعبية، وقد أُرجع سبب ذلك لجهل القائمين على بيت مكة مثلًا في مهرجان الجنادرية بهذه الفنون أو لعدم اهتمامهم بها، وحصر المشاركة في طابع واحد أعطى فكر أن هذا هو الموروث المكي وهذا جزء منه، لكن هناك ما هو أعمق منه بكثير كما ذكرت سابقًا، رغم أن كل ما ذكرت من موروث شعبي نابع من أصالة وتاريخ مكة له فِرق مبدعة جدًا في أدائه تتوق لتمثيل مكة تحت مظلة إمارتها وجمعية الفنون بها، وهذا المطلب المحق لها لا يراودني أدنى شك أن صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة سيوليه اهتمامًا كبيرًا.

وما قلته عن بعض الفنون الشعبية لمكة المكرمة أيضًا ينطبق على الملابس؛ فهل يعقل أن العقال المقصب وثوب المحاريد والمحوس الذي لبسوه ملوكنا -رحمهم الله- بكل فخر لنا ولبسوه أهل مكة من أكثر من ثمانية قرون نتركه ونترك معه عمق أصالتنا !!! كل ماذكرت هو إرث ثقافي عميق للوطن أهمله الإعلام إهمال مُريب يدعوا للاستغراب والاستنكار من قطاع معني بالحفاظ على الهوية الوطنية ونشرها !! .. رغم أن الحفاظ على أصالة موروثنا جزء مهم من الحفاظ على هويتنا الإسلامية والعربية، فكل الشعوب تحث وتبرز وتنشر وتفخر بموروثها، وبلادنا هي عمق الأصالة العربية وماضينا كما هو حاضرنا إشعاع النور والعلم والمعرفة للعالم أجمع؛ فهل ما ذكرت سيكون حاضر في تمثيل مكة المكرمة ؟ يقيني يقول: نعم.

شجاع بن علي المطرفي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مقال جميل
    لكن الفنون الشعبيه بكل العالم التي يظهرها المجتمع هي الفنون الشعبيه البلديه التي تكون في بلد المنطقه من مناطق الدوله
    ليس فنون شعبيه مختصه لقبيله معينه او ديار معينه
    لكن فن المزمار وفن الطرب الاصيل والسمسميه والخبيتي والينبعاوي والمجرور من الفنون المشهوره والعريقه ولها شعبيه كبيره
    وتشتهر المنطقه الغربيه ( الحجاز) بها لكونها فنون جميله وقويه وممتعه والجميع بإمكانه ممارستها
    لكن الفنون الاخرى بالمنطقه تخصنا بالديار والقبائل
    وبعضها مثل التعشير فهو فن خطير وليس مؤمن من ناحيه السلاح لايمكن ظهوره داخل البلد وحيث انه لايوجد له ظهور في مكة القديمه وحاراتها سابقا او بجدة القديمة
    فهو فن خاص لدى بعض قبائلنا
    ويصعب اظهاره داخل البلد او المهرجانات البلديه لأسباب كثيره
    واولها عدم ظهوره سابقا في مكة بل بضواحي وقرى مكة
    وانا اؤيد بتواجد المزمار والخبيتي والمجرور والينبعاوي في المهرجانات الدوليه والمحليه بالمملكة
    لجمال هذه الفنون التي تحكي عن الحضاره والثقافه والأدب وتظهر جمال المنطقه للمدن الاخرى او الدول
    وغيرها يفضل ان تكون بشكل خاص لدى من يستخدمها
    وشكرا على مقالاتكم
    مجدي بن دخيل الجهني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى