“يامكة الخير بي شوق يتيمني ..إلى حماك ويستهوي هواءك دمي..فمن ثراك نمى جسمي ومقدرتي..ورحمة الله جاءت بي من العدم.. وكنت موطن أحلامي وتنشئتي بين القداسة عبر الأشهر الحرم.. وحول كعبتك الغراء كم سبحت نفسي وناجت لدى ركن وملتزم.. إن كان كل محب شاقه وطن مثلي..فحسبي فخراً جيرة الحرم ” مشاهدة رمضانية مرئية تلقائية.. يأسرك فيهاملتقاها..يأسرك فيها محتواها.. تحبها تعشقها تباعا..قصتها تبدأ من حرم آمن مهاب عظيم..وتتوسطها أيام عهد غربت زمنا.. وتشهد حالا هنا_بإذنه سبحانه_يدا الإنسان أزالت أثرا تلو أثر..توسعا وتطورا..ولم تبق شيئا لحسن النظر.. وجميل المنظر..ولم يبق من الأطلال إلا إرث عتيق في ذهن مكي قدير يتذكر ما مضى فعلا.. عبر وعبارات.. ذكرى وذكريات.. مواقع ووقائع ومواقف.. أحداث وأحاديث ذلك المجتمع المكي..في زمن يمتلئ حبا..ينقلها من يملك حسا فنيا.. يكسوه وقارا فطريا..يعتريه أداءا يفوق جمالا ًبكلمات تفوح هناك بهاءا.. يعتليه فخامة..في مجلس اكتسى نورا وسلاما.. زادته الرواشين كمالا..تضيف للمكان عبقا عشقا فرحا سرورا.. كل مافي المكان عجبا..كل مافي المكان بشرا وغراما.. وفي غمرة شجون الحديث ترويه شربة زمزم.. ماء لايضاهيه أبدا ماء..ويتممه مذاقا يفوق وصفا.
وهذا الشيخ الكريم.. يحكي كيف بدأ حياة المشقة منذ صغره..؟ معتبرا من قصة جد أو من قصة أب.. احترق احترف مهنة الأجداد الكرام فهم ممن كان لهم السبق في العيش في الرزق أحرارا..من كسب طيب سواعدهم.. من عرق درر جباههم..ولم يتوانوا يوماً..ولم يتأخروا في وقتها عن فرض..ولم يقصروا في معروف.. وذلك الجار يخبرك منشرحا حينا ومتبسما حينا.. !! كيف كان الجار أبا يؤدب يهذب من تعدى من الأبناء عفواً.. وتناسى حينها العرف المتبع عرضا..وكيف الأخ ينوب الأب تربية وتهيئة ﻷخ أصغروإعداده لغدأجمل وأفضل.. لوطن أمثل.. وذلك العمدة الوقور الذي امتﻷ شهامة ونخوة وصدقا..يرحم صغيرا صغيرا.. ويحترم كبيراً.. ويهب لإغاثة من تسمى فقيراأومسكيناأومحتاجا أوضعيفا.. أضناهم الوقت عسرا.. أضناهم الحال قهرا..لا ينتظر تقريرا يأتيه يوما.. فحارته يعرفها بيتا بيتا.. وهذا لعمري واجبه حقاً..أثقلتنا -وربي-الآن الحضارة قسرا.. وأرهقتنا الأحوال بعدا.
وذلك المعلم الفاضل الوقور الذي أفنى عمره على حصير قديم زادته الصلابة تعبا.. في ألف تعقبها باء.. على لوح زاده الوقت أصالة..لتكون جملة يكتبها قلما..ويحفظ المتعلم حقامن مشكاة ذكرالرحمن نورا..تنزل به الروح الأمين..حتى صار نهجا يرتوي منه من عند الله ربا.. شكرا لمعلم بنى وأعد بحق للحياة فكرا للعلياء مرتقيا.. وذلك الزمزمي يروي لك كيف يسقي معتمراً قصد بيت الله.. أملا برب يمحو الزلل في دعائه خشية وأملا.. وذلك مطوف ضيوف الرحمن..يحدثك كيف ذلك الحاج خشع.. كيف ذلك سجد هناك وركع.. حتى سقط الدمع منهمرا على خد ذلك الوجه المنكسرا..على محيا ذلك المحب المرتحل.. جزى الله خيراً من أخرج لنا عملا يقصد به نفعا فقد أعاد لنا زمنا مضى.. ولم يبق منه شيئا سوى علماوحكما ونهجا.. نسمعه ممن سرد ذلك الزمن مبتهحا تارةوتارةحزناوالدمع في عينيه شاهدامؤتمنا.. لاتنسوا الماضي الجميل أبدا.. لاتعبروا بعجل هذه القصص والحكايات أبدا.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
إحتراماتي للكاتب الوقور..من الجميل أن استفتحت مقالك بكلمات (يا مكة الخير بي شوق يتيمني..) ولكن من الأجمل لو أنك أشرت إلى كاتب كلماتها المرحوم الشيخ علي أبو العلا وكيل إمارة مكة الأسبق والمطوف المعروف إبن مكة المشهور..
بسم الله, والحمدلله, والصلاة والسلام على رسول الله..
أشكر أخي الكاتب القدير على حسن أسلوبه.
ثم أقول: إن من أمانة الكلمة نسبها لصاحبها, وعزوها لقائلها. وهذا أمر لا نزاع فيه.
ثم هذه النسبة, وذلك العزو له ألوان وطرق شتى تختلف وتتنوع بحسب الكتابة:
فتارة يوضع المنقول بين أقواس-وهذا ماكان في المقال- ليتبين للقارئ أنه ليس من كلام صاحب المقال ; بل هو منقول. فإن أعجب القارئ بالمنقول بحث عن قائله إذا أراد.
وثانية: بدون ذكر القائل, بل بوضع اسم المرجع المنقول منه; أي: اسم الكتاب فقط, مع وضع المنقول بين أقواس.
وثالثة: مع ذلك, وذكر المجلد والصفحة…
ورابعة وخامسة وسادسة… وكل هذا غير خاف على صاحب القلم والكلمة.
ثم إن الاشتغال أحيانا بذكر اسم القائل والمرجع يخرج القارئ من أجواء القراءة.
وأعود وأقول: من الجميل لو بين كل ذلك; لكن تذكر أن نوع الكتابة تحكمك أحيانا.
المهم: ان الكاتب لم ينسب المنقول لنفسه.
تحياتي وتقديري للجميع.