حمود الفقيه

بحثًا عن حياة أفضل

 يقول الناقد والشاعر فاروق يوسف: إن ثقافة العرب هي ثقافة مهزومة في إحدى مقالته المنشورة. ويرى بأن هروب العربي من بلاده إلى الدول الغربية بحثًا عن الأمان والحياة الأفضل، يكرس تلك الثقافة المهزومة، بينما نحن في بلادنا ننعم بالأمن والأمان، وتعتبر بلادنا واجهة أمنية لطالبي الحياة الأفضل . بمعنى أن ليس كل الدول العربية تعيش حالة الثقافة المهزومة، وربما يكون الأستاذ فاروق جانبه الصواب في التعميم، وهذه تركيا استقبلت الملايين من المهاجرين السوريين، وبذلت لهم كل ما يضمن لهم حياة كريمة، بينما الدول الأوروبية أقامت الحواجز والأسوار وأوجدت العقبات في طريق المهاجرين، ومع ذلك يرى الكثيرون بأن دول أوروبا سادة في احترامهم لحقوق الإنسان، ويتغنون بالديمقراطية الغربية . وعلينا أن نثق بأنفسنا ولا ندعم هذا التمجيد إلا متناهي للعولمة الغربية، التي تريد لنا ولغيرنا أن نكون تبعًا لهم في كل أمر، نثني عليهم، ونقدح في أنفسنا، ويجب أن نقلب النظر ونستنطق الحاضر والماضي، تاريخهم يُسجل ملايين الضحايا في الحروب الماضية، وتاريخ العبودية في أفريقيا، وقتل الهنود الحمر وتشتيتهم، والحربين العالمية، والتنافس في استعمار بلدان العالم فهو ماضٍ ينتهك الحقوق، ويعمل على تفكيك الدول وانهيار اقتصادها، وتشريد سكانها في الوقت الحاضر، حاضرًا أسودًا، فقط نحتاج ألا تخدعنا الشعارات الزائفة ونقرأ ما بين السطور، ونحرر أنفسنا من هيمنة الإعلام الغربي على عقولنا، ونحافظ على أمننا في أوطاننا .

حمود أحمد الفقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى