المعهد العربي في فرنسا الذي تسنمه بالأمس المثقف العربي السعودي الدكتور معجب بن سعيد الزهراني هو معهد معني بنقل الثقافة العربية المعاصرة لفرنسا خاصة وللعالم عامة، أنشأته منذ 1981 دول عربية من بينها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع فرنسا، وله في تحقيق أهدافه عدة آليات منها الترجمة والأسابيع الثقافية وما شابه ذلك مما يفي بتقديم صورة عن الثقافة العربية المعاصرة الممتدة جغرافيا من الخليج العربي إلى ضفاف الأطلسي، ومن سواحل المتوسط حتى حواف إفريقيا جنوب الصحراء، مع كل امتدادات تلك المساحات فكرا وتاريخا.
وعبر تاريخه فقد تسنم إدارته عدة رجال عظام مثل الدكتور جاك لانج الذي كان وزيرا في فرنسا للتعليم العالي وكان أيضا وزيرا للثقافة فيها ولعدة سنوات، وإدارة المعهد هي منصب ثقافي وإداري على مستوى عال من الأهمية، أهمية نابعة من أهداف المعهد، ومن مساحة الثقافة التي يمثلها على ما تحمله من تنوعات كثيرة، وأظن والله أعلى وأعلم بأن الدكتور معجب الزهراني هو أول عربي في هذا المنصب، هذا على حد علمي.
والدكتور معجب هو من خريجي السوربون، عمل استاذا جامعيا في بلاده وخارجها وله نصيب وافر من البحث والتأليف بما ذلك التأليف الابداعي السردي، وله اسمه المحفور بعمق في مطارحات الحراك الثقافي داخل بلاده وخارجها، لا يكاد يمر فترة وجيزة إلا وله فيها محاضرة أو مقابلة أو بحث أو فعل ثقافي ذائع، وهو أيضا سليل قبيلة ما فتئت تضخ المزيد من الدماء التي أسهمت بشكل فاعل وكبير في إثراء التراث الانساني عبر العصور.
وقبل ذلك وبعده ها هو يحمل اسم بلاده معه ولمدة ثلاث سنوات قادمة، مديرا لذلك المعهد العريق، فالتهنئة هي في حقيقتها للوطن الذي أولد معجب الزهراني وربّاه وغذاه، وهي أيضا لمعجب الزهراني الذي حمل وطنه معه نحو آفاق المجد الذي يستحقه ذلك الوطن.
محمد ربيع الغامدي
منى خزندار هي أول العرب في إدارة هذا المركز ، وقد نسيت فنبهني أخي عبدالله الزهراني .