إن مما يثلج الصدر ويريح النفس أن نرى بعض الآباء يصطحبون أبناءهم الصغار إلى المساجد لحضور الصلوات الخمس المكتوبة مع جماعة المسلمين . إنها الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها . فمن أوجب الواجبات على أمة الاسلام أن يرضعوا أبناءهم منذ نعومة أظفارهم مباديء الإسلام وحب الطاعة وإخلاص العبادة لله عز وجل واجتناب ما نهى عنه وزجر . فتربية الأبناء على الفضيلة والأخلاق السامية مسؤولية عظيمة تقع على أولياء الأمور لأن كل راع مسؤول عن رعيته .
وكما هو معلوم بالضرورة أن المساجد لها حرمتها وقدسيتها فيجب على الآباء أن يعلموا أبناءهم آداب واحترام المساجد وأماكن العبادة . وأهمها الطهارة ونظافة الأبدان وارتداء الملابس النظيفة الخالية من الصور والعبارات الساقطة والالتزام بالهدوء والسكينة وعدم التشويش على الآخرين بالقراءة بصوت مرتفع , وكثرة الحركات والهمسات التي تزعج المصلين . وهذا ما نلاحظه في مساجدنا حيث أن بعض الآباء هداهم الله يصطحبون أبناءهم إلى المساجد دون أن يؤدبوهم بآدابها بل يتركونهم يلهون ويمرحون ويعبثون بالمصاحف وبعض الممتلكات دون احترام لقدسية الزمان والمكان وكل هذه المخالفات تحدث على مرأى ومسمع من آبائهم وتتكرر في كل فريضة , ولكن هذه التصرفات المشينة لم تحرّك ساكناً في نفوس بعض الآباء , وإني لأتعجّب من تبلّد الإحساس لدي هؤلاء الآباء الذين لم يشعروا بالروحانية ولا يحترمون قدسية أماكن العبادة حتى أضحى الذهاب الى المساجد والصلاة فيها لدى هؤلاء عادة رتيبة لم تمتزج بشيء من الخشوع والسكينة والوقار نسأل الله السلامة والعافية من هذا الفتور والتبلد في المشاعر والأحاسيس لبيوت الله التي يجب تعظّيمها وصيانتها من اللاهين وعبث العابثين . كما أن بعض الآباء اكتفوا بإحضار أبنائهم إلى المساجد ولم يكلفوا أنفسهم بتعليم أبنائهم مباديء الصلاة وتصحيح الأخطاء التي تصدر منهم ككثرة الحركة والالتفات وعدم إتيان أركان الصلاة كما ينبغي كالركوع والسجود وغير ذلك . فسكوت الأب عن هذه الأخطاء التي تبطل الصلاة وعدم تصحيحها تجعل هذا الإبن يستمر في خطئه حتى يكبر لأن من ( شب على شيء شاب عليه ) فالشواهد على هذه الأخطاء التي تصدر من بعض كبار السن كثيرة لأنهم اعتادوا عليها منذ الصغر فهم يجدون صعوبة في تلافيها وتصحيحها .
نسأل الله عز وجل الفقه في الدين وأن يلهمنا الرشد والصواب لكل ما يحبه ويرضاه . إنه سميع مجيب .
عبدالرحمن سراج منشي