المقالات

رمضان والتسول

وهاهو عام جديد من العمر يشع نورًا ويزهو جمالًا بقدوم رمضان الخير شهر الطمأنينة والأمان شهر الصلوات والدعوات جاء والنفس تهفو للقاء ربيع الدنيا محملًا بعطايا الرحمن لمن عقد العزم على فتح صفحة جديد مع الصَّلاح والإصْلاح ليغير حاله إلى أحسنه. أقبل رمضان لمن له قلب يعي معنى أنفعكم للناس ولمن عفا وأصلح وجعل أجره على الله . فالحمد لله الذي منَّ علينا بهذا الكرم وأتاح لنا فرصة لتغيير كل عادة سيئة بعادة حسنة واستغلال كل عمل للخير لكسب أجر مضاعف .

ومن خير تلك الأعمال المحببة لله والتي تدخل السرور على نفوس الفقراء بذل الصدقة وإخراج زكاة الأموال لمستحقيها ممن تعففوا خلف أبواب دورهم ورفضوا سؤال غيرهم رغم حاجتهم. لكن ظاهرة التسول والشحاتة تنشط في رمضان فهو موسم عظيم بالنسبة لمن يمْتهِن التسول هذه الظاهرة التي استشرت في مجتمعنا بشكل ملحوظ طوال العام دون رقابة ولا حتى اتخاذ إجراء صارم تجاه هولاء الذين يقلقون أمن المسلمين وينتزعون منهم أموالهم عُنوةً في شكل تعاطف وحزن عليهم يقفون أمام زجاج السيارات في زحام الشوارع والإشارات ويسألونك من مال الله ولأنك في هذا الموقف العصيب فأنت أحد اثنين إما أن تعطي وتسأل الله الأجر وإما أن تعطي وأنت تريد الخلاص من إلحاح هولاء وفي الأسواق فإن قلبك لا يتحمل أن تصرف مئات الريالات وتعجز عن دفع بعض الريالات لمن جاء يطلبك أمام تلك الحشود فتدفع وأنت إما طالبا للأجر أيضا أو لا تريد أن ينظر إليك بعين الجبار القاسي .وفي بيوت الله وأمامها لا تملك أن تقول : (على الله) أبدا وأنت بين يديه، بل ستدفع وقلبك يسأل الله القبول والجنة. التسول ظاهرة مقيته امتهنها كل متخلف لا يحمل إثبات إقامة وكل عاطل لا يرغب في أن يبذل بعض التعب في الحصول على لقمة عيش محترمة وساعد على انتشارها قلوبنا الرحيمة التي لا تقبل المهانة لأحد قلب المسلم الذي يحب لأخيه مايحب لنفسه يرفض أن يرى شخص يسألك ثمن لقمة يأكلها أو دواء يستشفي به وتمنعه عنه ، لكن عندما تصبح ظاهرة بذلك الشكل وفي تلك المواسم فلابد من إعادة النظر في كيفية التعامل معها.

الحمدلله بلادنا لم تنسَ هولاء المحتاجين حفظت لهم كرامتهم وأوجدت الأماكن المخصصة لمساعدتهم وأهل الخير أياديهم تمتد بالعطاء والخير في كل ركن من بلادنا مشاهدة عمال النظافة الذين يقفون في المحطات دون عمل يلقون عليك تحية الإسلام بنظرة حزينة تدفعك وبكل ثقة؛ لأن تستشعر أحقية هذا المسكين للصدقة هي أكبر دليل على أنها مهنة من لا مهنة له ومكافحة التسول لا حياة لها ولا وجود ولم أر لها أي موقف في إحدى المرات قمت بإبلاغ الشرطي عن هولاء وأمام عيني ترك الأمر كما هو عليه وقال الشرطي: ( ايش نسوي تعبنا فيهم) هل هذا يعقل ؟! عجزت عن حفظ الأمن وعجزت أن تلقي بهذا وأمثاله في زنزانة الترحيل. كلنا ندفع وبكل رضا لأننا مسلمون نخاف الله و نبتغي الأجر والثواب لكن بذل أموالنا على هولاء المجهولين الذين يظهرون لك كل يوم وفي نفس المكان ويسألون بإلحاح دعواتهم لك وأنت لا تعلم مامصير تلك الأموال التي تبذلها من أجل هولاء وأنا لا أدعو لإمساك الصدقة عن المحتاجين ولكن لمنع هذه الظاهرة غير الحضارية، ووضع حد للقضاء عليها . ضعوا صدقاتكم في محلها لمن يستحق وساعدوا في حفظ أمن دور العبادة والأماكن العامة التغيير يبدأ منكم ورمضان كريم علينا وعليكم.

 صالحة عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى