تشكل السياحة رافدا مهما للإقتصاد الوطني لأي بلد في العالم، والملاحظ أن السعوديين من أكثر الشعوب بحثا عن مواطن السياحة والسفر لها واﻻستمتاع ببرامجها الترفيهية، وبلادنا ولله الحمد غنية بالمواقع السياحية المتنوعة، التي تشمل المناطق الأثرية والتاريخية والطبيعة الخلابة، ولا تخلو أي منطقة من مناطق المملكة من مواقع سياحية ترفيهية جاذبة للسواح بكل فئاتهم، والمنطقة الجنوبية على وجه الخصوص، هي من أفضل المناطق التي تستخوذ على نصيب الأسد من السواح سواء من داخل السعودية أو من دول الخليج، وقد حباها الله بأجواء باردة وأمطار متواصلة، خصوصا هذا العام الذي تكررت فيه الأمطار على منطقة عسير بشكل لم يسبق له مثيل منذ أربعين عاما، مما أدى إلى اتساع نطاق الرقعة الخضراء في جميع هضابها وسهولها وجبالها، مع تفجر العيون وتدفق الشلالات وجريان الأودية، لتشكل لوحة ربانية بديعة من الجمال والمتعة، لمناظر خلابة تأسر القلوب وتسعد الأنفس، ومن الملاحظ تحسن الخدمات السياحية سواء ما يتعلق بتوفر المساكن أو الخدمات الترفيهية التي يحتاجها السائح، ولكن مازال هناك بعض القصور في بعض الجوانب، ومن المؤكد أن الهيئة العامة للترفيه التي تم إنشاؤها مؤخرا ستسهم بشكل فاعل في تطوير ونهضة السياحة ونقلها إلى آفاق متقدمة من تحسن الخدمات التي ينشدها السائح، ولعل هذا العام يمثل نقلة نوعية في دفع مفهوم السياحة إلى آفاق أرحب، لتوافق إنشاء الهيئة العامة للترفيه، مع توفر الأمطار وامتداد وقت الإجازة الصيفية لتغطي حوالي أربعة أشهر ، شاملة رمضان والعيدين وما يصاحبها من مناسبات وفعاليات ومهرجانات سياحية ثقافية تراثية.
د . جرمان أحمد الشهري