الشعر رسالة الروح إلى الروح ، وبوح يترجم معانٍ كل البوح ، ليقرأه القارئ منسجماً مع النص ويستمع إليه المستمع منطرباً مع الإلقاء ، فما الشعر إلا شعور الذات ، وما الذات إلا كينونة الإنسان .
وبين مساحات الشعر الشاسعة حد فاصل لا يرتاب فيه من يعلم حقيقة مفهوم ” الشِعر ” ، فالفاصل جلي بين المقفى والموزون فقط ، والمقفى الموزون الذي يحاكي القلوب والعقول ليحلق بها في فضاء الحرف والمعنى .
وبالرغم من وفرة الشعر والشعراء ، إلا أن الباحث عن الشعر الحقيقي يحتاج إلى المزيد من البحث وربما التنقيب أحياناً ! ، ليصل إلى أولئك الشعراء الذين يحاكون الوجدان بأبياتهم التي تستحق أن تكتب بماء الذهب .
ولا يصل من يصل إلى نخبة مجلس الشعراء إلا وجد في صدر مجلسهم ذلك الشاعر الذي استحق أن يكون ” عميد للأدب والشعر التنومي ” ، مشرفاً بذلك ” تنومة الزهراء ” وإن لم يكن حكراً عليها فهو من له العمادة على الشعر المتفرد أينما كان وحل .
كيف لا يكون كذلك وهو الشاعر الفذ والأديب الأريب : محمد الطنيني ، ذلك الشاعر الذي تميز بكل ما فيه من خصال النبل والشهامة ، ونظم من الشعر شعراً استحق أن يكون ذا بصمة تستحق البقاء والتقدير .
يطول الحديث عن جوانبه المشرقة ، والتي ليس للاختصار بها محل ، فاختصارات ذلك الرجل الشهم قصص مطولة من الوفاء والعطاء ، ولكنني سأتناول في هذه السطور المتواضعة جانباً من تلك الجوانب التي وإن كتبت عنها فلن أوفيها حقها .
إن الجانب الذي سأتناوله في شخصية ذلك الرجل النبيل هو جانب ” الشعر ” الذي افتتحت به المقال ، فلجانب الشعر شجن مختلف عند ذكر اسم ” أبا رعد ” ؛ كيف لا وهو الذي تغنى بالوطن فأعطاه حقه ، وقدم تجربة النصح والحكمة فوجد الباحث عنها ضالته .
لنظمه الشعري طابع خاص ، ولفكره الأدبي رونق مختلف ، فبين الفكرة الحديثة ، ومواكبة الحدث ، تجد المفردة تأتيك من زمن بعيدٍ ، لتقرأ قصيدة تتناسب مع الموقف بلغة الأصالة والقيم النبيلة الراسخة .
قصائده أشبه ما تكون بالحدائق الغناء التي يجد بها المرء الظل والثمر ، رغم أنه مُقل في نظمها ، ولكن إذا حضر أبهر ، وإذا غاب افتُقد ، وإن لم يكن الشاعر وصاحب الإبداع كذلك فـلا مرحباً ولا بإبداعه .
لمحة : بصمة الشاعر القدير ” محمد الطنيني ” الشعرية بصمة تستحق التمجيد والذكر .
ناصر بشير عبدي
مقال رائع اخ ناصر.استمرر يامبدع.
راائع