خمس رمضانات نصومها ونفطرها على مشاهد القتل والجثث والدماء في العراق وسورية وأقطار عربية اُخرى، مسلمون يقتلون بعضهم بعضاً دينهم واحد ونبيهم واحد، يختلفون فقهياً وتضيق صدورهم في قبول بعضهم البعض في أمر يسير، وتشتعل الحروب الطاحنة تأكل الأخضر واليابس وتخلف الخراب والدمار ، ويهاجر سكان تلك البلدان إلى أوروبا هرباً من الموت ويموتون في المحيطات والبحار لابواكي لهم، أيقظ هذا التشدد والغلو الطائفي حماس شباب من كلتا الطائفتين السنية والشيعية، وزجوا بأنفسهم في مناطق الصراع مغرربهم تحت شعارات مضللة تلامس الوجدان والضمير ، بدافع الحمية والغيرة والدفاع عن المظلومين من النساء والأطفال والعزل الذين استوقدتهم نيران حروب خاسرة لاناقة لهم فيها ولاجمل ، ذهبوا ضحايا أحقاد موغلة بالكراهية والانتقام، وقد أطلقت السلطات الحاكمة في العراق وسوريا يد الحرس الإيران الثوري الذي أسرف في القتل وأسوأ أشكال التعذيب وأبشعها، إزاء المواطنين العرب السنة، ذلك مما زاد من اتساع رقعة الإرهاب، وأطلق على نفسه دولة الشام والعراق انضم لهم الكثير من شباب أوروبا وأمريكا، وحين استشعرت دول أوروبا وأمريكا الخطر تشكلت تحالفات عسكرية لمحاربة الإرهاب، ورغم مرور وقت غير قصير على هذا التحالف، مازال الإرهاب ينمو ويتوسع ويستفحل خطره وينتشر في مناطق مختلفة من العالم، ولن تستطع أي قوة القضاء على الإرهاب مالم، مالم يوقف نشاط الدول الداعمة والحاضنة للإرهاب وفي مقدمتها إيران التي أنشأت المنظمات وتركتها تمارس تمارس الإرهاب بالعالم كله، ورغم علم الولايات المتحدة يقيناً بهذا الأمر إلا إنها تداهن إيران ربما خوفاً من أن تطالها يد الحرس الثوري الذي يهددها تارة ويسترضيها تارة أخرى.
سعود الدبيسي