تُطالعنا صحف السعودية بين الحين والآخر بأخبار حصول الجامعة السعودية الفلانية على التصنيف الدولي العالمي وحصولها على المركز كذا بين مائة أو ألف جامعة؛ مما لا شك فيه أن هذا شيء يسعد كل مواطن سعودي أن تصل جامعتنا وتحصل على هذا التصنيف العالمي، لكن الشيء المحزن حقا هو الحرص الكبير من قبل جامعتنا على هذا الشيء رغم أنه لا جديد فيه ولا يضيف للجامعة إلا سمعة ورقية من خلال الشهادة التي أصبحت تنالها جامعات خاصة وحديثة ؟
كم نتمنى لو أن جامعاتنا كما تحرص على هذا التصنيف العالمي والسمعة الدولية أن تحرص على البحث الجدي والاهتمام بمخرجاتها التي تتواكب مع حاجة الوطن للسعودة وزيادة الأيدي العاملة السعودية من خلال الاهتمام بالمخرجات والتخصصات التي تحتاجها بلادنا حاليًّا ومستقبلًا في ظل التحولات التي تتجه إليها بلادنا من التحول والرؤيا الوطنية فبلادنا تغص وتأن من الأعداد الكثيرة من الوافدين الذي أصبحوا شيء مخيف فإذا كل جامعة اهتمت بالمخرجات وطرح التخصصات التي نحتاجها والتي تكفل أحلال السعوديين بدلا من الوافدين؛ فهذا الأمر هو الذي يمكن أن تفتخر به الجامعات بأن تغذي سوق الوطن وقطاعاته بتخصصات نحتاجها فعليا؛ فنحن نرى أعدادًا كبيرة من خريجينا في تخصصات لا نحتاجها يبحثون عن الوظيفة بمجالات لا تتناسب مع تخصصهم الذي درسوه سنوات كما أن على الجامعات دور كبير في القيام بحملات توعوية قبل بدء التسجيل موجهة للخريجين من المرحلة الثانوية بالتخصصات التي يجب أن يلتحقوا بها لخدمة أنفسهم ووطنهم.
فوطننا يحتاج لسعودة العديد من المهن منها، وهذه المعضلة الكبيرة فالأستاذة في الجامعات نفسها تحتاج سعودة سريعة للجنسين فأكثر من 80%من أساتذة الجامعات من الجنسين هم من الوافدين كذلك لو ألقينا نظرة على الصيادلة في القطاع الصحي الحكومي والخاص والصيدليات التجارية لوجدنا النسبة تتجاوز 98% وافدين من الجنسين مكاتب السياحة والسفر هي الأخرى سيطرة الوافدين عليها،تتمنى أن ترى سعوديا واحدا نحن لا نلوم الجامعات لوحدها، ولكنها تحظى بالإقبال الكبير من الخريجين فمهمتها كبيرة ولا تعفى من المسؤولية الأخرين مكملين وهي الأساس في التعليم مثلا نحتاج لمدرسي اللغة والرياضيات والحاسب وما في حكمها ولا نجد سعوديين في المدارس الأهلية فالسيطرة كاملة من الوافدين لماذا لا تتولى الجامعات بالتعاون مع التربية والتعليم من أجل إيجاد السعوديين في كافة التخصصات؛ لكي تكون السعودة حقيقية إذا على الجامعات دور أكثر من غيرها ولا نعفي الخدمة الخدمة المدنية التي تجولت في القطاعات والمؤسسات الحكومية لوجدت ما يدمي القلب وافدين بأعمال إدارية وبدون عمل تسكع في الطرقات والرواتب ضخمة والبدلات كذلك لا يحلم بها السعودي. واليوم دخلنا تحايلا جديدا بالتعاقد مع شركات طاقمها كله وافدين وللتحايل يطعمون بسعودي واحد أو اثنان ووزارة الخدمة المدنية في سبات عميق. المسألة يارؤساء الجامعات وياوزارة الخدمة المدنية مسألة وطن وشباب الوطن هم الأحق بالوظيفة، وإذا لدينا حاجة للوافدين فليكن في تخصصات لا يتوفر فيها السعوديون. رغم أننا ولله الحمد اليوم لدينا سعوديين وسعوديات مؤهلين في كل شيء ولا نحتاج تلك الأعداد المهولة من الوافدين الذين يشكلون خطرا على أمننا واقتصادنا من تصرفاتهم وتحويلاتهم المرعبة؛ حيث تذهب كلها خارج الوطن بينما سعودة الوظائف يعني بقاء أموالنا في وطننا تدور وتعود داخل الوطن للوطن، وللمواطن إذا على الجامعات ووزارة الخدمة المدنية التحول السريع بما يخدم رؤيتنا القادمة؛ لتكون في خدمة الوطن والمواطن وإيجاد كل التخصصات والوظائف للسعوديين من الجنسين فقط لكي تأتي الخطوة الهامة والحلم بمنع التعاقد ووقف الاستقدام.
محمد عبدالعزيز اليحياء