شهر رمضان المُبارك ، شهر الروحانيات ، والنفحات ، وشهر الرحمة ، والمغفرة ، والعِتق من النار ، وحينما يتم صرف كثير من الناس عن تلك الروحانيات والتعرض للنفحات الربانية ، والتي قد لا تتحقق لكل الناس سنوياً ..! ولذلك نجد بعضاً من الذين كانوا يعيشون بيننا في شهر رمضان الماضي ، هم الآن ليسوا بيننا ، فقد توفاهم الله قبل أن يُدركوا شهر رمضان المُبارك ، والذي هو سيد الشهور ، وفيه ليلة القدر ، وفيه من الأعمال والأجور ما لا تتحقق في غيره من الشهور ، وبالتالي صرف الناس عن الأخذ والنهل من معين شهر رمضان ـ إن جاز التعبير ـ يكون فيه تعدي على روحانية هذا الشهر العظيم ..!!
تتسابق القنوات الفضائية بملء فتراتها بالغث والسمين من البرامج والمسلسلات ، بعضها هادف ، وبعضها هادِم ، والذي قد يؤثر على أجر الصائم فيما لو شاهد بعضاً من تلك البرامج والمسلسلات ، وقد تشغله عن أداء العبادات على الوجه الصحيح ، ولذلك يحق لنا تسميتهم بكل وضوح وشفافية بأنهم ” لصوص شهر رمضان !! ” نعم هم لصوص شهر رمضان ، ولذلك يتم حشد عدد هائل من المسلسلات والبرامج ، والتي لا تليق لكثيرٍ منها أن تعرض في هذا الشهر المبُارك ..!! والسؤال المطروح ، لماذا يتم حشد كل ذلك في هذا الشهر المبارك من قبل القنوات الفضائية ، ومن قبل المنتجين ؟! لماذا لا يكون ذلك في بقية الشهور على الأقل ..؟! وهل يستكثرون على الناس العودة إلى ربهم والتوبةِ والإنابة في سيد الشهور ، شهر رمضان المبارك ..؟! على الرغم من تصفد شياطين الجن في هذا الشهر المبارك إلا أن شياطين الإنس لم يتوقفوا عن ممارسة كل ما يخل بالشهر المبارك ، ومحاولة الإفساد تلو الإفساد في كل عامٍ في مثل هذا الشهر ، أو كأنهم أخذوا عهداً على أنفسهم بإغواء الناس وإفساد عباداتهم في هذا الشهر المبارك ..!!
وخِتاماً .. نتمنى ألا نرى في كل عام خلال شهر رمضان ذلك الحشد الكبير من المسلسلات والبرامج ، والتي قد تفسد على الناس عباداتهم في هذا الشهر ، وأن يكفيهم أن ينتجوا ويعملوا ذلك خلال أشهر السنة ، أما في شهر رمضان المبارك ، فيدعون الناس تتنفس الصعداء ، وأن يعودوا إلى ربهم بقلوب مؤمنةٍ خاشعةٍ ، فهل ذلك كثير عليهم يا أصحاب القنوات ، ويا أيها المنتجون ..؟!!
ماجد الحربي- كاتب صحافي