لُجة الأيقونات
منطق الطير: “أن يكون جميع البشر إخوة هو حلم الذين ليس لهم إخوة”- شارل شانسول
****
كان أول عمل قام به رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين هجرته إلى المدينة المنورة وهو ينشد بناء الإنسان وتعميق الإيمان ونشدان العمران الإخاء بين المهاجرين والأنصار، وعيًا منه بأن ميول الفرد نحو الاجتماع فطرة، وما للتفاعل الاجتماعي المبني على التعاضد والمحبة من دور فاعل وريادي في صناعة الأمم ونشر الرسالات، فالأخوة الصادقة خلوة في السراء وسند في الضراء، مساحة للتفكير المشترك والعمل الجماعي، وفضاءٌ للدعم والمؤازرة، وفرصة للتصحيح والتقويم.
يخطئ ويبالغ من يعتقد أن الخلل الحاصل في البنيان الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية وذلك الصدع الأخوي، كان نتيجة التطور التكنولوجي و انتشار وسائل الاتصال المختلفة، وتَعَمُقِ ذلك الصدع مع مشاعية وسائط التواصل الاجتماعي، فالمتفحص لصيرورة علاقاتنا سيرى أن ثمة أسباب عديدة أسهمت في ذلك التنافر والتباعد، لعل أهمها أسباب فكرية ومنهجية لا وسائلية، فالأحداث المهولة والتجارب المريرة وتشعب الحياة وانفتاحها، وتعدد الفرص والخيارات، شكلت صدمة للإنسان جعلته يأنس للانزواء والتقوقع.
على العكس من ذلك التصور تمامًا، كان لوسائط الاتصال عامة وقنوات التواصل الاجتماعي خاصة فرصة لإعادة تأهيل الإنسان للعودة إلى طبيعته الاجتماعية، من خلال فرصة تشكيل مجتمعات جديدة محاكية لواقعه -أو جزء منه-، وإن تميزت بكونها “أكثر مثالية” من حيث قدرته على بناء معالمها وحدودها عبر الأيقونات!، فبدا واضحًا من خلال الممارسات اليومية بعض الترميم في العلاقات الأسرية والأخوية، والتجمعات الصغيرة كمجتمعات الأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل.
إن تلك الوسائل والوسائط على أهميتها في التقريب تبقى بلا شك قاصرة في علاج تلك العلاقات الإنسانية المتشابكة، فالمسألة لا تتوقف عند مجرد الاتصال، بل هي معنية للعبور نحو آفاق التواصل، أي تجاوز الوظيفة التقنية إلى ما هو أهم؛ الوظيفة الإنسانية من حيث أنها وظيفة تسعى إلى إعادة بعث روح التضامن بين متشاركي ذات العالم، وتوسيع أفقهم لقبول المختلف، واستثمار التعدد والاختلاف في بناء الفرص والخيارات، والسعي الدؤوب نحو التحليق في رحاب التأمل والإبداع.
خبر الهدهد: المشاهد المتفاعل –رمضان تقانة–
عبد الحق هقي
جميل اخي عبد الحق الاشارة التي اشرت اليها نعم هناك اصبح افق اوسع للتواصل من خلال تلك الوسائل والتي نتمنى جميعا ان تترجم الى واقع على ارض الواقع شكرا لكل ما طرحته