فعل فاضح مبني على السكوت
منذ أشهر قليلة صدر قرار من -أمانة جدة- بإغلاق المحلات المستأجرة، والتي دورها تقديم خدمات للعملاء من مستخدمي الطرق سواء أكانوا من المسافرين أو سكان أو عابري سبيل، وتم التنفيذ على جميع محطات بترول الطرق السريعة، وكان السبب مخالفتها بعدم التقيد بالشروط والمواصفات اللازمة.
رغم تضرري أنا شخصيا كعميل من هذا اﻹغلاق ومن الخدمات المتواضعة، ورغم تضرر أصحاب وملاك وموظفينها أيضا ناهيك عن المدة التي طالت إلى شهر ونصف تقريبا وعن اﻷضرار المادية الناتجة عن القرار الذي سبقه العديد من الغرامات واﻹنذارات إلا أنني كنت أول الفرحين والمتفائلين!!
فقد رسمت في ذهني صورة طبق الأصل أو أفضل من محطات بترول مدينة -دبي- في -اﻹمارات العربية المتحدة- ففي كل مرة تزور هذه المحطات تعيش روعة تجربة تشبع شغفك كسائق مركبة.
تصميم هندسي جذاب مبني على أسس سلامة ومواصفات جودة عالمية،شركات متمكنة متعهدة بتقديم أعلى خدمة للمواطن والمقيم، كل محطة لاتخلو من صيدلية ومطعم مأكولات سريعة ،ومركز خدمة إطارات وزيوت، مصلى للرجال والنساء، دورات مياه صحية للرجال والنساء، متجر يبيع كل شيء تقريبا ….وجود مضخة هواء للإطارات وماء ذاتية العمل ومجانا وعامل لكل لاين ينظف الزجاج اﻷمامي والخلفي والجانبي للمركبة مجانا أيضا ……
إن جميع ماذكر على مدار الساعة وتحت إشراف ورقابة بلدية دبي رسميا، والتي بدورها أنشئت شركة تدير ماذكر والبلدية بدروها تراقب وتوقع أعلى وأغلظ الغرامات بدءا بغرامة “ممنوع البصق غرامة ٢٠٠درهم ” أكرمكم الله.
جميع هذه المحطات تدار من قبل -شرطة دبي- عن طريق كاميرا مراقبة حية على مدار الساعة؛ لضمان توفير خدمة اﻷمن واﻷمان وعمل حكومي خدمي مشترك مع البلدية .
ماغبنني أن هذه المحلات بعد إغلاقها أصدرت –امانة جدة– قرار رفع الضرر عن ماذكر سلفا ….. ولكن لم ألحظ أي تغيير سوى تخطيط أرضية مداخل ومخارج المحطات وإضافة حمامات عمومية فقط لاغير .ترى هل مشكلتنا كانت تكمن في عدم توفر هذه الحمامات واﻷرضية المخططة ؟!!
لماذا لاتقوم إحدى الجهات المشرفة مثل وزارة النقل والمواصلات أو اﻷمانات بإنشاء شركة جديدة تدير هذه الخدمات ﻷن الشركات الموجودة هرمة وخدماتها لاترقى بالمستوى المطلوب ؟؟
قول مأثور: ” فلا ترجو السماحة من بخيل فما وجد في النار للظمآن ماء”.
م. راكان الغامدي