لم أكن أعلم بأن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز- حفظه الله- سوف يلتقط اسمي من بين الأسماء التي أعلنها مقدم حفل الأمسية الثقافية بمعرض الفيصل شاهد وشهيد بمكة المكرمة، يوم الثلاثاء الثاني من شهر رمضان المبارك لهذا العام إيذاناً بتكريمها، فرغم العدد الكبير للمكرمين، إلا أن سموه استطاع معرفتي وباشرني بسؤال والإبتسامة تعلو محياه، كيف بني زهران، فأندهشت حينها ورديت عليه بما يليق بمثله.
صحيح ان سؤال سموه عن حال ابنائه غير مستغرب ولكن لم اتوقعه في تلك اللحظة بالذات نظراً لحجم ومكانة الأمسية الثقافية في نفس سموه، حيث كانت تتحدث عن سيرة والده الملك فيصل رحمه الله. وقد استعرض المشاركون مواقفاً تاريخية للملك فيصل رحمه الله ، استحضرت ذاكرة الحضور هذه الشخصية القومية العربية الفذة. حيث شهدت الأمسية مشاركة كلاً من السفير محمود الأسدي القنصل العام لدولة فلسطين والسفير علي العياشي القنصل العام لدولة اليمن الشقيق وأدارها الدكتور سهيل قاضي. ورغم كل هذا لم يتوان سموه عن السؤال الذي كان له وقع في النفس.
تركي الفيصل رغم مسؤلياته ومناصبه المتعددة إلا أن انسانيته طغت على كل منصب تقلده في الدولة ، فقد شاهد الحضور سموه على سجيته يمازح الجميع ويلاطفهم بروح شفافة لا تعرف التعالي و الكبر، وهذا سر تميز ولاة امرنا حفظهم الله فهم دائماً قريبين من الشعب وقلوبهم مفتوحة للمواطن حتى ذابت القبيلة والريف والمدينة في روح المواطنة.
ختاماً
اشكر أمانة العاصمة المقدسة التي حرصت على استضافة معرض الفيصل شاهد وشهيد هذا العام وقد استطاعت أن تعيد لذاكرتنا مواقف الفيصل البطولية، بعد ان سرقتها التقنية ببرامجها المتعددة وهواتفها الذكية حتى صابنا الغباء .