المقالات

السحر الأسود

ما تفتأ تلك الفئة الباغية الخارجة على الدين ترتكب الفظائع بخساسة مؤدلجة ، فبعد أن عاثت ببلاد الشام ومدن العراق السنية فسادًا ، ولم تطلق على طهران ولا رصاصة ، ولم نسمع تهديدًا لـ ( بطل الصواليخ ) زميرة جنوب لبنان ؛ بل كان التنظيم الخبيث يتتبع الجيش الحر فيغدر به ، كل ذلك ولم يكتفِ بذلك ؛ بل جاء دور التغرير بشباب في مقتبل أعمارهم ضد دينهم ودولتهم ؛ بل وصل بهم الحال للأقارب : كأبناء العمومة والأباء والأمهات وغيرهم . ولم يكتفوا بذلك ؛ بل عمدوا لزرع بذور التطرف والانحلال في نفوس أولئك الغلمة ضد والديهم وأخوانهم ، فيا ترى ما الأمر ؟ هل من السهولة قتل النفس المحرمة ؟ لماذا يقدم الخوارج على هذه الفعلة الشنيعة المنكرة ؟ هل حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام في كامل وعيهم ؟ لا شك أن ما يسمى “داعش” صناعة خبيثة صهيونية صليبية صفوية ، بيد أننا نرى أفعالًا لا يعقل أن تتم بمجرد الأدلجة العقلية ، فمن المستحيل قتل النفس بدم بارد وورود حياض المهالك من أجل دمى تدار من طهران وتل أبيب وعواصم أوروبية وأمريكية . سمعنا أن التنظيم الباغي يكثر من استخدام السحر الأسود وهو أشد أنواع السحر وأخطرها ، ولعل ما حدث في الرياض من إقدام شابين توأمين على قتل والديهما ، وإصابة شقيقهما الأصغر بإصابات بالغة؛ لهو دلالة قاطعة على أن التنظيم يستخدم مؤثرات ربما تفقد الشخص صوابه لتدمير الأمة ، وعلى جهات الاختصاص التنبه لهذا الخطر الداهم ، فالوالدان شأنهما عظيم حتى لو اختلفوا دينيًا وفكريًا ، أمرنا ربنا بالتعامل معهما بالحسنى ، فما بالك بمن ربونا وعلمونا وتعبوا من أجلنا وأكثرهم معروف مكانه في المسجد ، لا شك أن المستفيد من هذه الأحداث هم أعداء الوطن الداخليين ومن هم في الخارج ينعمون بالرفاهية وينعقون من الفضائيات لتأجيج المشاعر ، ولعل المقصود من وراء هذه الأحداث إثارة البلبلة والخوف ، وإلّا ما المغزى والفائدة من قتل إمرأة ورجل في السبعين من أعمارهم ؟ وعلى يد من ؟ للأسف على يد أبنائهم ، ولو استعرض الشابان جزءًا من شريط حياتهما منذ الصغر لوجدوا ما يشفع لوالديهما في البقاء أحياء لإكمال شهر الصوم . الروافض مستفيدون من هذه الاحداث وكذلك أصحاب الأحلام الزائفة – وما أكثرهم – ينتظرون الفرصة لكي يعيثون في الأرض الفساد ويخربون البلاد ويقتلون العباد . تشابهت عقائد اليهود والرافضة والدواعش في قتل النفس المعصومة لتحقيق مآرب سرابية غير مأمولة ، ولكن علينا الاهتمام بأبنائنا وملاحظتهم قدر الإمكان فلا نعلم ماذا يحدث غدًا .

د. نايف عبدالعزيز الحارثي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا دكتور نايف كما ذكرت القضية ليست وطن فقط بل أمة يراد بها كل سوء و إستغلال شبابها بصور شتى للوصول لأهدافها

  2. بارك الله فيك يادكتور. فعلا شيء لايدخل العقل أكيد الموضوع فيه سحر كيف يقتل والديه ؟ لاحول ولا قوة إلا بالله اللهم اصرف شر كيدهم عنا وعن شباب المسلمين

  3. لقد أصبت كبد الحقيقة يادكتور ..
    عليهم لعائن الله تترى ، وقاتلهم الله أنّى يؤفكون ، وأخزاهم وأدخلهم دار الجحيم والبوار إنّه على ذلك قادر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى