أحمد حلبي

هل ستكون انتخابات الأندية الأدبية نزيهة ؟!

قد تُجرى انتخابات الأندية الأدبية أوائل شهر شوال القادم وقد تتأخر لما بعده أو تؤجل إلى نهاية العام الحالي، فحتى الساعة لا نعرف متى ستكون هذه الانتخابات التي شغلت بال الكثيرين، وماذا ستحمل من طموحات للأدباء والمثقفين، وماذا ستقدم للمجتمع من خدمات، فالمنتسبون للأندية والمتابعون لأنشطتها يبحثون عن مجالس إدارات فاعلة، وقبل ذلك صدق رؤسائها وأعضاء مجالس إداراتها، فقد شبعنا من وعود المرشحين وبرامجهم الانتخابية بكل منشأة يطبق بها نظام الانتخابات، فالغرف التجارية الصناعية ومؤسسات الطوافة، شغلتنا دعايات مرشحيها ووعودهم، حتى ظننا أنهم سيأتون بما لم يأتِ به الأوائل، لكنهم لم يأتوا بأي جديد يستحقون عليه قول شكرا، مثلهم مثل مرشحي المجالس البلدية، الذين جاء البعض منهم بكلمات منمقة، وحال جلوسهم على مقعد مجلس الإدارة نسوا أسماء الأحياء لا الشوارع. ومن جاء ليقسم بالله أن ما يتقاضاه أعضاء مجلس الإدارة من مكافآت شهرية أو سنوية فهي حلال، مدعيًّا أنهم مشاركون بفعالية في العمل، والواقع والحقيقة يؤكدان أنهم غائبون حتى في أوقات الذروة. إذا لماذا يعمد البعض من المرشحين للكذب علينا وعلى أنفسهم بوعود لا يستطيعون تنفيذها، فليطلقوها صريحة وليقولوا، نحن نرغب بعضوية مجلس الإدارة ولن نعمل لكم شيء. لقد شبعنا أقوال زيد ووعود عبيد، فما نحتاجه أن يكون مرشحو الأندية الأدبية صادقين مع أنفسهم، قبل أن يكونوا صادقين مع الغير، فهم في نظر المجتمع قدوة يقتدى بهم، فإن كانت القدوة كاذبة وتعتمد تضليل الآخرين، فإن المجتمع يسير على نهجها في الكذب والضلال. ويكفي ما تعرضت له الأندية الأدبية من شللية حولتها إلى ملتقيات خاصة، وعلينا ألا نستغرب إن جاء من بين المرشحين من يحمل مؤهلًا مزورًا، فالأدب والأدباء والثقافة والمثقفون غدوا اليوم مهزلة لدى بعض مرشحي الأندية الأدبية من أصحاب المصالح والمكاسب. وإن كانت الهيئة العامة للثقافة التي صدر المرسوم الملكي الكريم رقم أ / 133 الصادر في: 30 / 7 / 1437هـ بإنشائها، فإن مهامها ينبغي أن تتطابق مع رؤية 2030 وتبدأ في وضع برامجها لتحقيق أهداف الأندية الأدبية ومهامها، وألا تظل سائرة على نفس الطريق الذي سارت عليه الأندية منذ إنشائها، فنحن نعيش عصر التنوير والتطوير، ولابد أن تضاء الطرق ليصل الجميع إلى بر الأمان، ويكفي مجاملة لهذا وقبول شفاعة لذاك، فمن كان مؤهلًا فأهلًا وسهلًا به، ومن يسعى لشراء الأصوات أو الاستعانة بالآخرين للوصول، فهو غير مؤهل ولابد من استبعاده .

أحمد صالح حلبي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى