يقول الله عزل وجل ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ .
كلما مررت بهذه الآية الكريمة في سورة الفرقان استعجب من حالنا وحال الأمة الإسلامية، ونحن نقرأ القرآن الكريم كأننا لا نفهم كلماته ومعانيه، وأتعجب أكثر: كيف أننا نقرأ ونسمع كلمات سيدي النبي عليه وآله الصلاة والسلام التي يشكونا فيها لرب العالمين يوم القيامة، ثم لا نتدبر قوله الحق لنعرف ما الذي يجعلنا هكذا : ومع أن المجتمع الإسلامي اعتنى بحفظ أبنائه وبناته للقرآن الكريم، وهذه حلقات تحفيظ القرآن الكريم تنتشر في العالم الإسلامي طولًا وعرضًا … لكننا للأسف الشديد مازلنا مشمولين بشكوى سيدي النبي، لأننا مازلنا مقصرين في الجانب المطلوب من رب العالمين وهو تدبر القرآن الكريم الذي أنزله عز وجل لأجله : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ “لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ” وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب ِ).
وهانحن اليوم في نهاية شهر رمضان نقرأ آيات القرآن ونكثر من قراءته كما لا كيفا، ونتسابق على التختيم تلو الآخر .. لكننا فعلًا بالكاد نتجاوز رسم آيات القرآن الكريم لنفهم دلالاتها، والأبعد من ذلك عدم التحلي بتطبيقها حتى يكون خلقنا القرآن كما هو حال قدوتنا سيدي رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام .. فما الذي “يصرفنا” عن تدبر القرآن ؟؟ وما الذي ينزع فهمه عن قلوبنا و”يصرفنا” عن تطبيع أخلاقنا به ؟؟ .. هل السبب هو ” الكبرياء الكاذبة ” التي حذرنا منها ربنا في سورة الأعراف بقوله عز وجل ) سأصرف عن آياتي الذين “يتكبرون في الأرض” بغير الحق .. ) ؟؟ أليست ” الكبرياء الكاذبة ” التي تلبست طباعنا وسلوكياتنا بتفاخرنا على بعضنا البعض بالعرق والنسب، والمال، والجاه والحسب هي السبب ؟؟ ألا يمكن أن يكون ” *انصرافنا* ” عن تدبر القرآن وفهمه وتطبيقه بسبب ما وصلت إليه حالنا من ” الكبرياء بغير الحق ” حتى في الدين، فجعلنا أنفسنا ” الطائفة المنصورة ” وضيقنا نطاقها المكاني والعرقي .. وأخرجنا منها بقية المسلمين ؟؟ إن لم يكن كذلك، فما هو السبب ؟؟ جعل الله ايامكم مباركة، وختم الله لنا ولكم بالطاعات وكتبنا الله من أهل القرآن الكريم الحقيقين وخاصته بفضل منه ورحمة .