مازالت إيران تُمثل خطرًا حقيقيًّا فى الوقت الحالي على دول الخليج العربي، بل المنطقة العربية كلها فأصبحت تسعى إلى فرض نفوذها بقوة مستغلة الوضع السيئ التى تمر به منطقة الشرق الأوسط من صراعات وحروب أهلية ومذهبية لتفرض نفوذها وتكون لها الغلبة من خلال إثارة الفتن والقلاقل فى بعض الدول أو مد المعارضة بالسلاح وتدعيمهم من أجل القفز على السلطة؛ لتحقق حلمها القديم أن تكون دول الخليج العربى تحت النفوذ الإيرانى ولكن كيف وحلمها هذا معروف للجميع. والكل يعلم ماتبغيه إيران من اقتناص ولو فرصة واحدة كى تنقض على ماتريد فأصبحت تلك الدول تأخذ حذرها من بغيها وماتريده منها، ولاننسى أن ثورات الربيع العربى التى شغلت العديد من الدول العربية فى أمورها الداخلية ففى ذلك الوقت حاولت إيران أن تفرض نفوذها وسيطرتها على المنطقة ككل وحاولت أن يكون لها الدور الأكبر بل وأن تصبح القوة الفاعلة الوحيدة فى المنطقة؛ كى تسعى إلى إعادة تشكيل الدول العربية الأخرى من أجل مصلحتها العليا وأهدافها الخاصة أيضًا البيئة الدولية والإقليمية أتاحت فرصا كبرى أمام إيران للتحرك باتجاه تطوير برنامجها النووى، وهو البرنامج الذى أكسب الطبقة الدينية القابضة على الحكم شرعية ساعدتها على الاستمرار وبسط سيطرتها على الداخل بالطريقة التى تتماشى مع تصوراتها. وبذلك استطاعت توسيع نفوذها الإقليمى ففى لحظة أصبحت طرفا فى تشكيل مستقبل العراق وأفغانستان وأصبح لها التأثير الواضح على الوضع السياسي في لبنان وفلسطين وهو ماينبىء بأن إيران قد تكون لاعبًا أساسيًّا فى تشكيل الشرق الأوسط الكبير وكلها أمل أن تكون قوة رئيسية على المستوى الإقليمى ترمى إلى إحداث تغيرات جذرية تؤدى إلى إضعاف الدور العربي والخليجي لتصل إلى غايتها ولكن السؤال هل ستصل ؟ فى الواقع إن الفعل السياسي الإيراني والإرادة الذاتية لها لايمكنهما أن يتحررا تمامًا من تأثير ظروف البناء والعوامل البيئية سواء أكانت المحلية أو العالمية ولا ننسى علاقة إيران بدول الجوار التى تحد من حرية حركاتها وتفرض عليها السير وفق هذه العوامل، فإذا كانت الأوضاع فى المنطقة لعبت دورًا فى صعود إيران كقوة إقليمية فقد لعبت دورًا أيضا فى صعود قوى إقليمية أخرى كتركيا التى لها مصالح لاتقل أهمية عن مصالح إيران، وقد تتعارض مصالحهما مستقبلًا وهو مايشكل معوقًا أمام تمدد النفوذ الإيراني. هذا توضيح للوضع الإيراني فى النظام الإقليمي ومحاولتها المستميتة للسيطرة على منطقة الخليج العربي وفرض نفوذها كما كانت تسعى من قبل فى إثارة الفتن والبلبلة فى بعض دول الخليج مثل البحرين والمملكة العربية السعودية، ومحاولات فرض النفوذ فى لبنان من خلال حزب الله ودعمها للحوثيين فى اليمن بمدهم بالسلاح والعتاد كل ذلك فى الوقت الذى سمحت الولايات المتحدة الأمريكية لإيران بفرض نفوذ قوي فى العراق بعد عملية الاحتلال. وأخيرًا بعد التسويات فى الملف النووى الخاص بها.
أميمة العشماوى