يغادرنا شهر رمضان بطقوسه الرائعة ، ، بشعائره الدينية ، بوجباته الدسمه يغادرنا معلنا بدء انتهاء الرحلة والاقلاع الى سنة قادمة تحمل الخير والبشر والسعادة لكافة العائلات التي تحتفي بشهر الفضيل .
يغادرنا ونحن نحاول ان نقبض على احلى لحظات في هذا الشهر الفضيل ، الشهر الذي نكسر فيه الروتين الذي نعيشه في ايامنا العادية ، في المنزل ، مع العائلة، مع الاصدقاء . انه شهر رمضان الذي يهاتفنا فنقبل مسرعين للقيام بشعائرة الدينية ومواعظه الاخلاقية ، يوحدنا فنسرع مخلصين لتلبية نداء الواجب تجاه المحتاجين والمحرومين ، يذكرنا اننا لم نلتقي كعائلات منذ زمن ، يجبرنا على اللقاء رغم الخلاف الذي قد يبرز هنا وهناك ، يمنحنا قوة غريبة لا نتمتلكها في الايام الاعتيادية ، قوة للقيام بالكثير من الواجبات والكثير من الشعائر نصل الليل بالنهار دون كلل او تعب ، لا حدود للزمن في شهر رمضان ، ولعل اجمل فما في رمضان فرحة مدينة القدس الحزينة المحاصرة باهلها القادمين من كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة ، انه الشهر الوحيد الذي يتاح للمصلين دخول المدينة المقدسة ، فالبوابات الموصدة والجدران العالية وحواجز القهر ماثلة للعيان ، والكثير من ابناء الضفة الغربية وقطاع غزة يتمنى ان يكبر في السن ليتمكن من دخول القدس حيث تفرض قوات الاحتلال شروطها التعجيزية بالعمر والجنس ومكان السكن .
انه الشهر الوحيد الذي تكتحل اعين الفلسطينيين بلقاء مدينتهم الجميلة والتمتع بقدسيتها ،العبور الى بواباتها ، تحاول المدينة ان تكتسي بثياب الفرح وهي تحتضن الالاف من المصلين الذين يفترشون ساحاتها ومساجدها وطرقها الرئيسية ويقبلون زرافات زرافات للتعبد والابتهال الى الله ان يحفظ مقدساتها وان تكتحل اعينهم برؤيتها .
وهنالك من يتحدى المنع لاقامة الصلوات والتزود بفيض من القها الروحي .
لا اوحش الله منك يا شهر رمضان ، واملنا ان تكتحل اعيننا برؤيتك في العام القادم والحرية تطرق ابواب مدينتنا الحبيبة لتمسح كل مظاهر الحزن عن وجنتيها ، املنا ان يعود رمضان والكل بصحة وعافية وعمر يتجدد وامل وبشرى .
ناريمان عواد