نبيه العطرجي

إِلَى اللِقَاءْ … رَمَضَانْ

 مــودة الـفــؤاد          

شَهر مُبارك ، وليَالي شَريفه أكرَمنا بِها رَب العبَاد لننهَل مِن وفِير حسنَاتها الكثِير ، فاليَوم يودِعنا رمضَان عَلى الرَحيل عَلى أمَل اللقَاء بِه بإذْن الله تعَالى العَام المقبِل ، فَهو حتماً سيَعود ، ولكنْ نَحن لَا ندْري مَن مِنا سيَدركه العَام القَادم ليتَلذذ بمَا فِيه مِن عبَادات ، ومِن مِنا يَكون قَد فَارق الحيَاة وسَكن بَاطن الثِرى ، فالأعمَار لَا يَعرف آجَالها غَير الله .

فَهنِيئاً لمنْ كتَب الله لَه صيَام وقيَام رمضَان لهَذا العَام ، وعَزم النِية بالعَمل الجَاد ، وأغتَنم بفَضل الموْلى تبَارك وتعَالى نَعائم أيَامة وليَاليه العدِيدة مُنذ أنْ هَل عليْنا الشَهر المبَارك حتَى غَربتْ شَمس آخِر أيَامة .

هنِيئاً لمنْ ودعْ شَهر الخَير وقَد غَير فِي سُلوكياته للأفْضل ، وأصْلح نَفسه عمّا كَانت عَلية ، ووضَع لهَا نَهجاً قَويماً فِي العبَادة يسْتسقي مِنه زُلال الحسنَات طوَال العَام .

هنِيئاً لمنْ ودَع شَهر الخَير وقَد تَاجر فِيه مَع الله تجَارة لنْ تَبور .

هَنيئاً لِمن ودَع شَهر الخَير وقَد أنَار الله قَلبه بنُور الإيمَان .

هنيئَاً لمنْ وَدع شَهر الخَير وقَد كَانت لَه بَصمة فِي الأعمَال التطَوعية الخَيرية الرمضَانية المخْتلفة .

وكَم أوجَز بِوضوح كَامل فِي كلمَاته القَائل :

بَكت القُلوب عَلى ودَاعك حُرقة

كَيف العيُون إذَا رحَلت ستفعَل

فعسَاك ربِي قَد قَبلت صيَامنا

وعسَاك كُل قيَامنا تتقَبل

إنْ كَان هَذا العَام أعْطى مُهلة

هَل يَا تُرى فِي كُل عَام يُمهل !

لَا يَستوي مَن كَان يَعمل مخْلصاً

هُو والذِي فِي شَهرة لَا يَعمل

رمضَان لَا تَمضي وفِينا غَافل

مَا كَان يَرجُو الله أوْ يَتذلل

رمضَان لَا أدْري أعمْري يَنقضي

أمْ فِي قَادم الأيَام نتَقابل !

ولله دَر القَائل :

أرضَيت يَا شَهر الهُدى بفرَاقي

أوَ مَا رأيتَ الدَمع فِي أحدَاقي !

أوَ مَا علمتَ بأنّ حُبك فِي دَمي

يَا راحلاً عَني ويَومك مؤنسِي

وبهَاء ليْلك إنْ ظمئتُ السَاقي

قُل لِي بِربك يَا حبِيب أنَلتقي !

أوَ يَرجع المحبُوب للمشتَاق

أيكُون مِن بَعد إرتحَالك رُؤية

ويَكون مِن بَعد الودَاع تَلاقي !

لمْ يَبقى سِوى سَاعات للحظَة الفُراق ، ورحِيل خَير الشهُور .

اللهُم لَا تُذهب رَمضان إلّا وقَد غفَرت لنا ، وهدَيتنا ، ووفقتنَا ، وعتقتَ رقَابنا مِن النَار .

وكُل عَام وأنْتم بِخير ،،،،،

نبيه بن مراد العطرجي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى