المقالات

العيد في شعر محمد عبدالقادر فقيه

كثيرة وعديدة تلك القصائد التي قيلت في مناسبة العيد, وقد تجلّت صورة العيد في ذاكرة الشاعر المكي محمد عبدالقادر فقيه, التي غالبًا ما نجدها تدور في فضاءات الحسرة والحزن العيد.. ولد شاعرنا بمكة المكرمة عام 1338هـ, تلقى تعليمه فيها, أما شعره فله مجموعة فله عدة دواوين مجموعة ضمن الأعمال الشعرية الكاملة, من دواوينه الشعرية: أطياف من الماضي 1975م, والمجموعة الشعرية الكاملة 1993م.
ولا يخلو العيد في كثيرٍ من الأحيان من منغصات تكدر صفوه, وقد عبّر الشاعر عن ذلك بقصيدة بعنوان “يا فرحة العيد” يستهل القصيدة بتساؤل ينبعث من حزنه العميق معبرًا عن حزنه ومفارقة أصحابه في يوم العيد :
يافرحة العيدِ مَا فـى العيدِ من فرحٍ
ناديك غاب عــن الأعــيـــاد سَامرُة
الأصفياء ترامــوا فــي مـقابرهــم
والأوفياء نسوا عـهــــــدًا نـذاكره
والصامدون على دنيا الحفاظ لهم
مشاغِلٌ مـن زمـــانٍ فـاض غَامِرُة
يا عيد أين مــن الأعـيـاد مــرتـبع
مــاج الأنــيــس بــه وافـتــر ناظرة
يقول في قصيدة أخرى يروي فيها معاناته بعد أن فاتته فرحة العيد وحيدًا معبرًا عنه بحزن شديد لفقدان أمه, قال:
افـتـقــدنــاكِ يــاحبيبةُ في الـــعــيــدِ
كما يَفْقِدُ النجوم الـــــــــــدلــــــــيلُ
وكما استشرف النبات إلى الشمس
وقـــد آدَهُ الضــــنــا والــــذُبـــــــولُ
والــمُغِذِّيــنَ فـي الصحارى إذا مــا
شَاقَهمْ في الهجيرِ رَوْضٌ ظــــــليلُ
أيـــن مـــنـــي يـــا عيد لــثم أياديها
وقــــد شفها الضّنـــى والـــــنُحولُ

وهنا يقول الشاعر متأسفًا على أحوال الأمة بقصيدة بعنوان الأمة العربية والعيد:
يــــاعيد عدت لـقلب فيك معتكر
مـا أنـت عيدى ولا كاسـى ولا وتري
ولا تهانيك في قلبى ولا صدحت
مـنك الـبلابل في روضـي ولا شجري
العيد في أمـــــة بالعيش هـانئةٍ
وفي شبابٍ إلـــى الأمجاد مبتدر
تفنى الحياة ولا يفنى له هـدف
مستشرفًا لــمدارِ الشمسِ والقمر
ثم يقول :
وأنت يــا أمة للعرب قـــد أسنت
فــــيك الـــحياة فلــم تنــهض لمبتكر
ليست حياتك كالأنسام عَــــاطرة
ولا العواصــف تــرمى الليل بالشرر

العيد دعوة للفرح وطرد للحزن، ولكن حال شاعرنا يلازمه الحزن والشجن في قصائده، نظرًا لكثرة معاناته وما أصابه من جراح تسببت في إيلامه، وضاعفت من حزنه ..
ختامًا: نسأل الله ألا يعيش أي منا مثل هذه التجارب المؤلمة، وأن يعود علينا العيد بالأفراح
كل عام وأنتم بخير, وعيدٌ سعيدٌ ..
نوير مبارك العميري_ الدمام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى