مـــلاذ !
صباح الأعياد الخالدةِ في جنات عدن .. ياأمي .. ويا أبي صباحُ ابتسامِ الرضا وبشائر الرضوان في فردوسِ الخلود .. ليلةُ العيد طوييييلةٌ يا والديّ الحبيبين ! تجهشُ بالذكرياتْ ! وملامح العيد تتزين في خَلَدي بتفاصيل الجمالِ والكمال اللذين تصنعانهِ بتلقائيةِ المفطورعلى الكرمِ حسًّا .. والبذخِ عطاءً ، والفرحِ حبًا ! مدهِشةٌ هي الأعياد التي حظيتْ بكما !! مثيرةٌ للزهو والعنفوان والبذلِ والسخاءْ، كل هذه العناوين الباذخةِ الحس، كانت تتمثلُ في تفاصيلَ شائكةٍ تقترفانها بتلقائيةٍ بالغةِ الصدق والامتثال لأمرٍ سماوي يُلبسُ كل ماتفعلانهِ وتقولانه قدسيةَ المؤمن البار بعطايا البرّ الرحيم، بدءًا بترقبِ الإعلانِ عن هلالِ العيد مع بالغِ الأًمنياتِ بالاستزادةِ من سيد الشهور والعبراتِ التي اعتدنا هيبةَ انسكابها طوال هذا الشهر الجليل إلا أنها تكونُ في تلك الليلةِ الأخيرة مُجلّلةً بوابل الفقد ومتسربلةً بأثوابِ الوداع، ومع كلّ هذا الوقوفِ المهيبِ على أطلال رمضان ما أن يلوحَ هلال العيد في سماء المترقبين حتى تعلو البشائرُ وجهيهما وتنهمر دعواتُ الحمدِ والثناء من شفتيهما وفي صخبٍ آسرِ السكون يغمُرنا دفء قلبيهما ونغرقُ في الدعوات ونلوذُ بحمى رضاهما فنخفضُ جناح الذلّ لشهيّ برهما وننهل من معين القُبَلِ أشهاها من جبينهما ووجنتيهما وكفيهما وباطن قدميهما … ياااه ما ألذّهُ من بر ! وما أعزّهُ من ذل لأعظمِ قلبين في حياةِ كل إنسان !! كم يعصرني الحنين لجنةِ برهما والتلذذ بالإحسان إليهما !!.
صباح العيد يا أبتِ صباح التاريخ المنقوش على تجاعيدكَ الشامخةِ عزًّا وكرمًا .. صباح عنفوان عباءتكِ المعتقةِ بأمجاد المواثيق وسؤدُدِ الرجال الأحرار .. كم بي من الشوقِ يا أبتِ للجلوسِ بين يديك لأُطيّبٓ (بشتك) وأُبٓخِرٓ قصبهُ المنسوج بفخار المانحين الباذلين .. وعمامتكَ التي ألبستَها الإباء والنبلَ والجود .. رحمكَ الله أبًا رحيمًا وفارسًا شجاعًا وشاعرًا أبيًا .. صباحكٰ يا أمّاه ! صباح القلب الرحيم والروح الكريمة ..
أمي ! في حضرتك يترجّلُ العيدُ عن ظهر الأيام لتمتطي صهوةَ الفرح الأنثوي الفاخر .. فتمتدُّ أكفكِ البيضاء التي فُرِشتْ بالحناء لتكونَ غامرةَ الترحاب .. باهضةَ الحسّ بمراسمِ استضافةِ العيد في أدقّ التفاصيل وأرقاها .. صباح ابتسامتكِ التي تدهشُ وجه العيد فيلقى الناسَ منتشيًا جذلانا ! صباح صوتكِ معزوفةُ الحنان والشغف اللذيذ الذي يجذبنا كمغناطيس لكل إشارةٍ وإيماءةٍ ويسحرنا بكل همسة !! كم بي من الوجد يا أمي لرائحتك.وشذا أنفاسك التي تلفني كلما ارتميتُ في حضنك الغض !! سيدَة الصباحات الفاخرة .. سيدةَ مذاق القهوة العربيةِ المجيد .. سيدةَ الترحاب والضيافةِ والجمال ! رحمكِ الله أمًا رؤومًا وقلبًا وارفًا ولسانًا طيبًا ذاكرا .
صباح العيد والفرح الذي سأرتديه جميلًا فاتنًا كما تحبان .. صباح يقبل جبين كل الأمهات والآباء فلا الأعياد ستبقى فارهة بعدهما !!.
في ذكرى العيد المفقود بفقدهما ! فجر الجمعة ١٤٣٦/١٠/١هـ
وفاء السالم
يا للبر يا للوفاء يا للروعة
رحمهما الله
في ذلك المساء .
جل امنياتي …
“حلم”
رحم الله والدينا
نوارة ..
سيبقى برّنا قاصرًا عن الجزاء ،
ووفاؤهم عاجزًا عن الوفاء !
والروعة هنا هي دهشتك .
واللهم آمين لدعاءك .
إيهاب ..
وستبقى الأمسيات في غيابهم لا تحمل لنا إلا الأحلام !
رحم الله والدينا وجمعنا بهم في فردوسه الأعلى .
من صدق المحبة أن لاننسى من نحب في أوج المشاعر
الأحزان العمية ونشوة الفرح لاتحجب الوفاء بغربال
أبو عزام ،،
من البر والإحسان ثم الوفاء أن نعي فعلا مساحة الفراغ وشعور الفقد في كل لحظة تمر بِنَا دون (والدينا) لانها ببساطة لا تشبه تلك التي حظيت بوجودهما ،
تستمر الحياة والحمدلله على كل حال لكنها أبدًا لا تكون بذات الجمال والإشراق !
يا لروعة الكتابه عن شي نجده بداخلنا ويمر على اغلبنا دون نجد مانكتبه عنهم
محمد ..
الفقد والأحزان توائم وقلوبنا تعيش هذه التوأمة منا من يجيد التعبير والبوح ومنّا من يجيد الصمت وبكاء الروح ومنّا من يذرف الدمع والتنهيد
والبعض يتقن هذا كله !
و الكمال اللذين (كنتما)
تصنعانهِ بتلقائيةِ المفطور على الكرمِ حسًّا .. والبذخِ عطاءً ..
و ما أصعب ان يمر العيد بلا الوالدين أو أحدهما على الأقل..
رحمهما الله رحمة واسعة و غفر الله لموتانا وموتى المسلمين..!!
ليس صعبًا فقط ،
هو يمر بلا صوت ولا رائحة بلا لون باهت وليس له نكهة !
اللهم آمين يارب .
بين صدري ونحري مات ابي وانا احاول ان استفيقه ليعود للحياة وانا تلك الطفلة التي لم تشبع من حضن والدها عشت معه سنوات قليلة جداً لم اكتفي منه هذا منذ ثلاثون عاماً وانا لم ولن انساه ربي ارحمهما كما ربيان صغيرا
وفاء بحق السماء سقطت دمعة كنت اتمنى ان لاتسقط