المقالات

همسات الخميس

كان نجما متألقا في سماء رمضان، الشيخ الجليل عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام الحرم المكي الشريف، والحديث هنا ليس عن مناصبه الدنيوية فهي استحقاقاته وفطنة ولي الأمر نسأل الله له ولهم المزيد من الخير والتوفيق، ولكن الحديث عن تلك المساحات الخضراء الوارفة التي جمعت فضيلته إلى عامة الناس وخاصتهم في رمضان هذا العام وفي كل رمضان.

تلك الأدعية التي يتصعد بها قلب الشيخ من أمام بيت الله فتتصعد لرقتها القلوب، ثم يضعف أمام ربه فتضعف قلوب الناس تحت رحمة الله، ثم يردد منها كل دعاء تأنس به وإليه قلوب المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، كل من تصل إلى مسامعه تلك الأدعية فتلامس شغاف قلبه فتفيض عيناه بالدمع، وما من مسلم يصل إليه ذلك الصوت إلا رقّ قلبه حتى لو كان في غير تلك اللحظات أقسى من حجر الصّوان.

الدعاء لولاة الأمر وكلنا نعرف حاجة البلاد والعباد إلى ولاة الأمر وإلى نصر الله لهم وتمكينهم ودحر عدوهم الذي لا يريد لهذه البلاد ولأهلها إلا ما لا يصلح لهم، بل ولا يريد ذلك العدو خيرا للمسلمين كافة ولا لأوطانهم، والدعاء لهذه البلاد هو دعاء لكل السائرين على ثراها الطيب من أهلها ومن غيرهم، بل هو دعاء لكل المسلمين فإن في أمنها وصلاح أمرها أمن للمسلمين وصلاح لأمرهم.

اللهم أقض الدين عن المدينين وهذا دعاء يختص بفئة من الناس، لا أعرف والله إن كانت فئة كثيرة أم قليلة، لكنها فئة عزيزة علينا وغالية عندنا، دفعت بهم مطالب العيش المختلفة إلى مد اليد طلبا للاقتراض من بنوك حكومية أو تجارية، وسداد الدين واجب عليهم والمساعدة حق علينا، وإني لعلى ثقة أن قضاء الله لدينهم يكون بتيسير عباد من خلقه لقضاء ذلك الدين، ومثلما وفق الله المرحوم الشيخ عبد العزيز بن باز لمشروع مساعدة المقبلين على الزواج فسوف يقيض للمدينين رجلا مثله يتبنى مشروعا مشابها لمشروعه لكنه يستهدف قضاء الدين عن المدينين.

أكتب هذا الآن، وصوت الشيخ عبد الرحمن السديس ما يزال يتردد صداه في أسماعنا، صوته الجميل ودعاؤه الرقيق وتفاعله الصادق مع أحاسيس العبّاد من المصلين خلفه في آخر ليالي التراويح المكية، أو المتابعين له عبر وسائل الاعلام وقنواته التي توحدت معه، قلبا وقالبا، توجها إلى الله العلي القدير في تلك الليلة الوضيئة من ذلك الشهر الفضيل في تلك البقعة الطاهرة المطهرة، ونسأل الله القبول.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل هذا الوفاء أ محمد لمعلم صقل فيك هذه الخصال ثم عملت انت على تطوير ذاتك حتى أصبحت علم يشار إليه بالبنان . وهذا ليس مستغرب منك فهو يستحق هذا الأطراء وأكثر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى