اليتم.. معنى حارق ..
شديد السمية لﻷرواح
هلامي الشكل.
زئبقي الملامح.
يصعب القبض على كنهه
ألم صارخ “لا تنجح في توصيفه عبارة،
عصي تفشل في تصويره المفردات
إنه ذلك الشيء الذي لاتستطيع أن تحيط به “،
وعليك ان نخترع له عبارات راشدة غير موجودة اﻵن وكلمات لم تولد بعد.
وحين لاتنجح في نقل ما تشعر به تكون قد حققت نجاح المعنى
يجسده قلب طفل غض ،،،
يوفر له من حوله كل مايبهج
فيفر من الفرح بعيدا
باتجاه رائحة الأب الراحل،
وحين يخذل الفرح طفل
وينتفض من بين كل المحاولات لتلوين يوم العيد بمعنى البهجة.
حين يكون طفل حزنا مسفوحا فوق ركام فقد.
و حالة عصيان للعيد الذي أتى إليه دون أن يكون مهيأ له هذه المرة
حين يقضي يوم العيد كبائس اخترعه ( خيال فكتور هوجو)
محتجا على اﻷفراح التي تأتي في غير مواعيدها .
يقبع امام افلام الكارتون
بعد أن كان في أعوامه القليلة الماضية بصحبة والده في كل عيد.
حين ترفض الطفولة الذهاب إلى مشهد العيد الذي اعتادت الذهاب إليه.
كما يجب أن يكون الحزن الشفيف كان الطفل حاتم! !!!!
ففي مساء العيد حاول من حوله بحب صارخ فتح نافذة على البهجة
علها تتسلل إلى روحه
إلا أنه عاد لينحاز للجرح الكبير
نظر حوله فلم يجد اباه
أجهش بدمعة مفجوع اهتزت لها السماء.
وغرق المكان في حزن حاتم،
حاتم صديقي الأصغر قاسمني (ذل اليتم وأحزان الفجيعة ) وإن بأثر رجعي ..
أعاد لي شريط حياة ممتدة
وأخذني لركن قصي حياة مليئة بالوجه
و سيرة روح مملوء بمرارات اليتم ووجع قابع في حنايا ظامرة
تفجر خزان الذكرى بألم طفولة مشابهة.
و استيقظت جمرة حزن عالقة في معاليق الفؤاد
وثار بركان خامد من ألم مستلق في أعماق الزمن
حيث الفقد معنى متفجر وطافح وجع مستشري
وفوضى عارمة تنتهك الروح
وشيء يبعثر الكيان
يحيل كل ضوء لسواد سرمدي
صديقي الأصغر حاتم( بي عنك )
طعونك المؤلمة أجدها في خاصرة الروح
وأعلم تماما أي وجع تعاني !!!!
وأي شيء خلف دمعتك !!!
انهيارات مدوية في أعماقي أعدت لي سماع صوتها البغيض وطعمها المر الذي لايطاق ؟؟!!
حين كنت لاتشيح بوجهك عن شاشة تلفزيون تعرض فيلم كرتون أحمق. ..كنت كيانات ضخمة تنز من ألم لايطاق ،
تتوسل شاشة بليدة لرتق تشققات الروح الغضة التي تفشل أمام عمقها واتساعها كل الطَّبَابات
حاتم :
كم للوجع من أثر !!!
وكم للطم الزمان من خيبات !!
وكم لروح اليتيم من مآسي وانكسارات!!
لن تفتقد اﻷلعاب
ولن تحتاج المال
ولن يتركك لطف الله ومحبة من حولك لصروف الزمن
لكن كل أحد لن يستطيع أن يملأ الفراغ. .
ولن ينجح أحد في تطويق دوائر انهيارات اليتم المتتالية.
أزعم اني أكثر من حولك نفاذا إلى الحالة نفسها؛
لأني عشتها من قبل بكل تفاصيلها المؤلمة ولازلت ادفع فاتورتها الباهظة لاعبارة تسعفني الآن ؛ لكي أترجم ما عشته
ولا ما أود قوله أكثر من :
الأب فوق كل المعاني واليتم اتساع ..
ناصر بن محمد العُمري