من الملاحظة والمتابعة لوسائل الإعلام والصحف وجود لِكم كبير ومخيف من القضايا الوهمية التى يعيش فيها أبناء شعوبنا، وهي القضايا التى ينشغل بها على وجه أخص الكثير ممن ينتمون إلى الدين الحنيف، فالمعروف أن الدين الإسلامي لايعرف الحقيقة الصحيحة للدين الإسلامي إلا من عالم الدين المستنير الذى يعرف دينه جيدًا بكل فقهه وتفسير آياته وكل معتقداته وأحاديث رسولنا الكريم، ويعبر عنه بشكل واعٍ صحيح عبورًا به بعيدًا عن التوهمات أو الخزعبلات التى بدأت تسود بيننا فى وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، يمكن العثور على كثير منها فى هذا الكم الهائل من الحضور الإليكتروني الذي يُسيطر على شبابنا اليوم عبر تغريدات وتعليقات ولايكات وبوستات مسيئة لاتتوقف على المواقع الإليكترونية التي أصبحت هي وسيلة المعرفة الوحيدة لأغلب شبابنا اليوم. إنه خطر الفضاء الإليكتروني الذي يسبح بنا اليوم ويطرح من القضايا الكثيرة التى تغرد بالإساءة إلى ديننا الحق بالفتاوي الوهمية والتى لايوجد بها دليل من نص قرآني أو حديث شريف. إن العديد من هذه القضايا الوهمية يقوم بها ويتبناها عدد كبير من مثقفينا وصحفيينا وعلمائنا لايقصد بها الوعي الديني الصحيح كما نزل، ولكن يقصد بها التشويه والفتن وتغير جذرية الفقه الحنيف إلى فقه يصفوه بالحديث، نعم نعلم أن التحديث مطلوب، ولكن دون التعرض إلى الأصول والثوابت التى أنزلها الله تعالى فى كتابه أو سنة مؤكدة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فالقضايا التى تهمنا هى تصحيح الوعي الديني وليس إفساده وتغيبه وبعده عن الحقيقة. إذا نحن أمام قضايا مفسدة تطرح بيننا ليس في مصر إنما في المنطقة العربية كلها ومنها على سبيل المثال (الدعوة إلى خلع الحجاب التى أطلقها مثقف مشهور لاداعٍ لذكر اسمه) والإلحاد كقضية يجب الاهتمام بها، وأنا أقول هنا إنهم المثقفون وليس علماء الدين، وهنا أطرح سؤال أين علماء الدين وفقهائه الأجلاء؟ أين هم من أطروحات هؤلاء من الخوض دون معرفة دينية صحيحة فى تفسير (عذاب القبرـ ضرورة خلع الحجاب للفتيات ـ الدعوة إلى تنظيم مليونية نسائية للإعلان عن حرية المرأة- ادعاء البعض منهم أن قضية تجديد الخطاب الدينى من الوهم الكبير) أيضًا الطعن فى التراث الإسلامي فى برامج جعلوا لها إعلامًا وصيتًا يشوه الإسلام ويُثير حالة من جدل التضخم الفكرى الخطأ إن القضايا الوهمية تزداد وتثار بشكل مستمر فى اللقاءات العامة أو الصحف أو المواقع الإليكترونية فى حين لاينتبه أحد إلى قول الله تعالى:( وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ (42(وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (43() صدق الله العظيم. فى ذلك الكثير من المعاني التى يجب أن ننتبه لها ولا يمكنني إنهاء هذه السطور دون أن أقول متى نفيق كأمة مسلمة من كبوة هذه التفسيرات والادعاءات غير الصحيحة وإلصاقها بديننا الوسطي الحنيف، متى يتوقف فئة المثقفين عن هذا التهريج الإليكتروني والإعلامي المضلل، وترك تفسير الدين وفقهه إلى علماء الدين الذين يفقهونه جيدًا متى يحدث هذا إنا لمنتظرون.
أميمة العشماوي