من يزعم أن مكة -شرّفها الله- مرتعًا للجاهليات، فقبحه الله، وجعل جاهليته في وجهه، إلى أن يقف بين يدي ربه مسودًا بها وجهه وهو كظيم، بهذه الدعوة أستطيع أن أتنفس الصعداء قليلًا للحديث حول الشغب الاجتماعي الذي يشاغب به كثيرون حقيقة البلد الحرام -هذه الأيام- ويجهلون أو يتجاهلون العمر المديد، والشرف العتيق الذي شرّف الله به مكة، فتجد من أهل مكة من له عشرات السنين على قيد الذاكرة والتقدير أو قل حتى مئات السنين، ثم يأتي ليختزل التاريخ والبلد الحرام لنفسه أو لعائلته أو لقبيلته من دون المؤمنين ! ، ومنهم من ينازع الآخرين “هوية مكة” بكل صفاقة وحماقة، وكأن مكة التي خلقها الله يوم خلق السموات والأرض مما ورثه عن أبيه وجده، فتجد من القبائل المكية من يقدح في العوائل المكية، ويصفها بما لايليق ولا يصلح لكريمٍ عند كريم، وتجد من العوائل المكية من يقدح في القبائل المكية ويصفها بالذي يخجل منه عاقلٌ عند عاقل، ومكة -حرسها الله- لم تأنف بهذا ولا بذاك، فهي العامرة الخالدة، ورأت من الخلق والعباد -كثرةً- ما لا يحصيهم إلا الله، وجاء حولها من الحمقى والمغفلين الكثير والكثير عبر الأزمنة المتعاقبة، والعصور الماضية، وقالوا كالذي قال سفهاؤنا، وخاضوا فيما خاض فيه دعاة الفتنة منا، فذهبوا غير مأسوفٍ عليهم، وبقيت مكة شامخةً شريفةً، لم تكن يومًا من الأيام لأحدٍ دون أحد، كيف وهي بيت الله، وحرمه الآمن، وقبلة المسلمين ، ومأرز الإيمان ،﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾، ولك أن تتأمل في (من) في قوله تعالى :﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾، فقد جاءت مقتضية للعموم وبلا صفة ولا هوية دنيوية ولا دعاوى جاهلية وعرقية وقبائلية، فيما يدوك بعض الناس اليوم مواقع التواصل الاجتماعي في جاهلياتٍ وخرافاتٍ بلا عقلٍ ولا حكمةٍ ولا ديانةٍ وبلا مروءةٍ فيما بينهم.
إن مكة -شرفها الله- لا تقبل القسمة إلا على اثنين، (١) على ضيفٍ من ضيوف الرحمن جاء قاصدًا لبيت الله وحرمه، يرجو رحمته، ويسأل رب البيت هدايته وعفوه، وقبول نسكه، (٢) وعلى خادمٍ لهذا الضيف الكريم، يرجو الرحمة والشرف والكرامة من رب البيت وصاحب العَظَمَة والجلالة، وقد يتبادل الواحد منا الوصفين في حالٍ دون حال، وقد يكون الضيف السابق، خادمٌ للضيف اللاحق، وبهذين الوصفين يكون الشرف المكي، لا ثالث لهما إلا بالوهم الساكن في عقول الذين لا يستطيعون شهامةً، ولا يهتدون سبيلًا ! ، وعلى هذين الوصفين الشريفين يعمل ولاة أمرنا حفظهم الله، فخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي هو ولي أمر المسلمين وذروة سنام السيادة الوطنية في بلد الحرمين، يصف نفسه بالخادم للحرمين الشريفين، وكل أجهزة الدولة -وفقها الله- خدمٌ يمتثلون أمر الله وطاعته في بيته وبلده الحرام ثم طاعة خادم الحرمين الشريفين في خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي البلد الحرام، ومعهم الشرفاء والكرماء أهل البلد الحرام، ومن عموم أهالي مدن المملكة، ولا محل للسيادة الوهمية التي يتنازعها بعض أهل مكة فيما بينهم اليوم، في الوقت الذي يجب علينا جميعًا أن ندين لله دين الحق بتعظيم بلده الحرام، وأن نتعبد الله برعاية وخدمة ضيوفه، وأن نقدس البلد الحرام وننزهه عن الجاهلية والتوهمات العقلية، والمراهقات التي تشغلنا عن الشرف الخالد الراشد، والريادة بين أمم الأرض، فلا شرف ولا خلود ولا رشد لنا معاشر أهل البلد الحرام وبلاد الحرمين الشريفين إلا بأن نكون خُدام بيت رب العزة والجلال، وفي رعاية وخدمة ضيوف الرحمن، تحت رحمات الله وفضله وهدايات البلد الحرام وآياته البينات، ومن يأبى فلا تثريب عليه في الخروج من مكة ليسكن المكان الذي يتناسب وجاهليته المفلسة و(من غير مطرود)!.
خالد سفير القرشي
أجدت و أفدت
شكرًا أخي صادق السنوسي .
ما اجمل ما قرأت
بوركت تلك الأنامل
شكرًا لك أخي عمر الحبشي ..
وبارك الله فيك وفي روحك الطيبة ..
اصبت عين الحقيقة لافض فوك
بارك الله فيك وماخطته يمينك
بارك الله في فكركم و قلمكم. أصبت فيما تحدثت و ندعوا الله جميعا بالهداية. كلنا أبناء الوطن و كلنا للوطن. يد بيد نحو الرقي. يد بيد نحو المجد. يد بيد لحماية وطننا. كلنا سعوديون و كلنا فداء للوطن من شماله لجنوب و من شرق لغربة. … و أكرر يد بيد لتطور بلدنا نحو العالمية اخوتي
شكرًا لك أخي محمد يماني
ولا فض فوك .
شكرًا لك أخي رضا عجيمي
وسلمك الله وبارك فيك.
شكرًا لك أخي عبدالعزيز محبوب
وسلمك الله وبارك فيك .
سعيد بكم ..
وبتعليقاتكم الكريمة ..
كلامك طيب لولا بعض الفضاضه
ولكن هل ستطبقه انت
أخي طلال الجهني ..
الله يطيب أيامك ..
ونسأل الله أن يهدينا للحق وللعمل به بلا غضاضة ..
وأن يجنبنا منكر القول ومنكر العمل و الفضاضة .