(مكة) – متابعة
هذا الصيف، برزت أحداث إرهابية واضطرابات أمنية في عدد من الدول الإقليمية التي كانت مقصداً للسياح السعوديين بشكلٍ سنوي، وهو ما ساهم في تغيير الوجهات السياحية لدى الكثير من العائلات، وبات الوضع الأمني المطلب الأساسي لكل سائح.
سعود الغامدي، موظف في مكتب سياحة وسفر، أكد أن السؤال الأول الذي يطرحه السائح هذه الفترة، هو “الحالة الأمنية” للدولة، ومن ثم يتم الاستفسار عن الأماكن الترفيهية في تلك الدولة، مشيراً إلى أن أغلب العائلات السعودية تتابع وتتأثر بالأحوال السياسية المحيطة بالبلدان التي تنوي التوجه إليها، حيث تكثر استفساراتها عن الوضع الأمني ومدى الاستقرار السياسي، والكثير من تلك العائلات تغير وجهتها لمجرد سماعها بوجود حدث أمني ما، كانفجار أو حادثة اختطاف.
وقال: “أما في حالة وجود حادث إرهابي أو ظهور جماعات متطرفة في تلك البلاد فإن التوجه إليها يدخل في ضمن المستحيلات”.
ونظراً إلى طول مدة الإجازة المدرسية للعام الحالي، التي تمتد نحو ثلاثة أشهر، اتجهت مكاتب السياحة والسفر إلى استغلال هذه الفرصة لتروج لبرامجها السياحية في دول عدة مثل ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، في حين ارتفع الطلب على إندونيسيا في شكل لافت، نتيجة للأسعار المناسبة لدى قطاع كبير من الأسر السعودية، فضلاً عن توافر الخدمات السياحية. ولم تستبعد شركات السياحة والسفر، أن يحدث انتعاش طفيف في السفر إلى الخارج من الشباب والمدرسين، الذين ليست لديهم ارتباطات عملية، سواء حكومية أو تعليمية.
الشباب أقل مبالاة
من جهته، قال الخبير السياحي خالد كردي، إن الكثير من السعوديين يغيِّرون بوصلتهم السياحية إلى دول أكثر استقراراً وأماناً، لكن الشباب “أقل التزاما بهذا الأمر من العائلات”، مبيناً أن تغيُّر الحجوزات من دول شهدت أحداثا إرهابية إلى أخرى أكثر أماناً هو سلوك أغلب العائلات، أما الشباب فمنهم من يبقي رحلاته كما هي دون تغيير، حيث يفضل الكثير من الشباب التوجه للأماكن التي اعتادوا زيارتها، معتبرين أن الحدث الإرهابي هو “حدث وقتي، خصوصاً لمن له ارتباط بمناسبة أو ارتباط تجاري في تلك الدولة”، فغالباً ما يبقى حجزه كما هو مع أخذ الاحتياطات اللازمة وهو سلوك محصور في الشباب فقط.
وقدَّر مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حجم الإنفاق في الرحلات السياحية المغادرة (إنفاق سكان السعودية في الخارج)، بنحو 96.2 مليار ريال خلال العام الماضي، بزيادة 26.9 مليار ريال (39 في المائة) عن عام 2014، البالغ 69.3 مليار ريال.
وقال كردي إن المعضلة التي تواجه شركات السياحة اليوم، هي في باقات الرحلات الجماعية، والتي يلتحق بها الكثير من السياح نظراً لمبالغها الميسرة حيث تتراوح الأسعار ما بين 7 إلى 8 آلاف ريال للشخص الواحد. وأوضح أنه في حال وقوع عمل إرهابي أو حدث ما، تنقسم رغبات السياح المشتركين في الرحلة الجماعية إلى قسمين، منهم من يلغي رحلته ومنهم من يبقي عليها، لتدخل شركات السياحة في معضلة، لا سيما أن تكاليف الرحلة معتمدة أساسا على عدد السياح وأي نقصان يحدث خلل وخسارة مادية، ليبقى الإرهاب هو السبب الأول في تغيير وجهات السياح والمتسبب في إلحاق الأذى بشركات السياحة ، وقثاً لـِ”العربية.نت”.