مما حكاه لنا كبار السن من ذوي الرأي والحكمة في الحجاز قصةً رمزيةً في معناها، لطيفةً في مبناها.
حيث قالوا إنه كان فيمن كان قبلنا من حاضري المسجد الحرام، ابناء عمومة، وكانوا في خصومة دائمة!. وفي كل مرة يختصمون فيها تنعقد المجالس المكية لتداول أمرهم وتداعيات خلافهم، فينتهوا إلى دعوتهم لوليمة يصطلح فيها الخصوم بحضرة كبير من كبارهم، حيث يُذبح لهم كبشًا سمينًا يسميه الناس في الحجاز”خيال”. ليتفاجأ الناس في صبيحة ليلة الصلح بخصام الفرقاء مجددا؛ مما جعل قصتهم حديث مجالس الحارات المكية، والإصلاح عادة الكبار والعقلاء الذين بذلوا مافي وسعهم من جهود للإصلاح، ذبح فيها كلُ واحد منهم “خيالا” على عادة الحجازيين في مجالس الصلح وتكريم المصطلحين .
وعندما أفلس العقلاء منهم، قالوا سنعرض الأمر على الشريف قائم مقام مكة، خشية أن يقتتلوا بينهم، فاستدعاهم الشريف وعقد لهم مجلس صلح واحتفى بهم، وذبح لهم “خيالا” إكرامًا لهم، ولمن كان برفقتهم من ذوي الحل والعقد !.
غير أن الأمر تلقاه القومُ ببالغ الحياء والتوجس، خشية أن ينكث الفرقاء الصلح كعادتهم البائسة، فأسروا في أنفسهم أمراً!.
حتى جاء اليوم الذي يليه، وفيه عادوا لما نُهوا عنه، من الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، فعُقد المجلس المعتاد الذي فيه تم استدعائهم على الفور، وكالعادة جاءوا وينتظرون دعوة لعشاء يستحلون ميثاقه، ويستغلون أربابه، وما إن جلسوا حتى شاهدوا في أعين قومهم المنكر ، الذين قالوا لهم بجفوة وازدراء : (كم من خيالٍ ذبحناه لكم، ومع هذا عفا الله عنكم في أثمانها، وقلة احترامكم لنا في مجالسها، ولكن أن تفضحونا مع “شريف مكة” وتقللوا من قيمة مجلسه وحضرته فهذا الذي لن نرضاه منكم، فلا مقام لكم بيننا، وقبل أن تخرجوا من قريتنا اعطونا ثمن “خيال” الشريف، لعلنا نرجع إليه بالثمن وطلب العفو.
هذه القصة الرمزية تدل على أمرٍ غايةٍ في الدقة والتأثير ، ألا وهو “تبدل المزاج العام” فالفرقاء والأضداد الذين يسرفون في تجاذباتهم ومماحكاتهم، يجب أن لا يغفلوا “المزاج العام” الذي قد يتغير عليهم، مما قد يحدث تغيراً في الوسائل والأدوات والآليات التي تعودوا التعامل معهم من خلالها .
وهذا ما نلحظ دواعيه اليوم، فالمتابع لوسم #هوية_الحجاز في (تويتر) ، يلحظ تزايد الأخلاط المغذّية لتعقيدات الواقع، وتقلبات المزاج عند العامة والخاصة من أهل الدراية والولاية الذين لن يتأخروا عن وضع الأمور في نصابها الصحيح إذا دعت الحاجة !.
والمضحك المبكي أن فرقاء قريتنا المكية، سادرون في نداءات عنصرية وسخافات جاهلية، بقيادة من يصفون أنفسهم بالثقافة، وأرباب القلم والحصافة، ويتقاطرون في بث كراهيتهم في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة، متجاوزين قدرهم، ومعتدين على الحصانة الخاصة والعامة، ومتجاهلين حرمة البلد الحرام، وهيبة ولاة الأمر، وحرمة عرض المسلم على المسلم، بلا مروءة ولا وطنية، ولا حرمة للبلد الحرام والأعراض المؤمنة المحفوظة، ولم يجعلوا في حساباتهم احتمال “تبدل المزاج العام” إذا بلغ بهم الأمر تهديد لحمة الوطن، والطعن في الأعراض المصونة، والحقوق الوطنية المعلومة، والتشريع للجاهليات المنتنة المسمومة !.
خالد بن سفير القرشي
جزاك الله خير أيها القرشي الأصيل
وهداهم الله جميعا
شكرًا لك أخي الحبيب عمر الحبشي
مقال وافي .. بارك الله لك في قلمك وفي علمك .. من يدخل وسم هوية الحجاز يصاب بالقرف والغثيان لما يراه من تحريض على الفتن والنعرات والتفرقة البغيضة.. والله انه لمحزن ان تجد ممن يبث هذه الافكار الجاهلية ويدعم هذا الوسم هم من بعض المحسوبين على المثقفين والمتعليمين الذين يغررون ويستثيرون ضعاف العقول بدون خجل ولا حياء لما يطرحوه باسم هوية الحجاز التي تضم مكة (قبلة المسلمين) والمدينة المنورة ودون اي احترام لعظمة الاماكن المقدسة ولا مكانة المملكة عند مسلمين العالم الذين يشاهدون مثل هذه الافكار تطرح فيولد الظن باننا مجتمع متباغض يكره بعضه الاخر خلاف الصورة الصحيحة عن الاسلام والمسلمين بهذه البلد الحرام ..
بارك الله في فكركم و قلمكم. أصبت فيما تحدثت و ندعوا الله جميعا بالهداية. كلنا أبناء الوطن و كلنا للوطن. يد بيد نحو الرقي. يد بيد نحو المجد. يد بيد لحماية وطننا. كلنا سعوديون و كلنا فداء للوطن من شماله لجنوب و من شرق لغربة. … و أكرر يد بيد لتطور بلدنا نحو العالمية اخوتي
شكرًا أخي عبدالعزيز ؛؛ وأخي Abdulaziz
والمجتمع المكي مقدس عن الجاهلية والجاهليين وكل معاني العنصرية والكراهية التي نراها في وسم هوية الحجاز في تويتر .
جزاك الله خير اخي خالد لقد قراءت مقالتك ورأيت رجاحت عقلك وأنت القرشي الأصيل أما الوسم الذي ذكرته فيه من العنصريه وفيه بنات يلعنوا ويقولوا لنا عشم إبليس بالجنه واتمنى ان يلغى لما فيه كما قلت حتى وصلوا إلى تزوير للاحاديث تقول لهم الأرض لله يرثها لمن يشاء تقولك لك احداهم عشم إبليس بالجنه ونحن أبناء مكه ولنا مئات السنين في هذه البلد وفي هذا البلد بلاد الحرمين